============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف ثم إيي رأيت طعامهم من شتات الألوان، ورأيت جلوسهم مع الأغنياء لطلب الرياسة، ورأيت إعراضهم عن الفقراء، ورأيت سعيهم في طلب الدنيا الدنية وشهواتها 3 الردية، ورأيت غلبات أوقاتهم جمع المال والغض عن شبهاتها، فلما رآيت ذلك تفقدت كثيرا من أحكامهم وأسبابهم ، فرأيتها مخالفة للعلم من الرغبة في الدنيا وحبها وجمعها، وقد قيل في الخبر: حب الدنيا راس كل خطيئة.
6 وقليل من علماء العصر تعلقوا بالعلم وأحكموه واشتغلوا باستعما له وتورعوا عن الشبهات ورضوا بالبلغة وتمسكوا بالسنة ، فلزموا الزوايا من الأرض، والأطوار من البلاد ، فباعدوا الأغنياء وقربوا الفقراء وواصلوهم لغربتهم وغربة أهل الحق في الوقت والزمن، فهم بقية العلماء وهم قليلون، وسائرهم ممن يدعون كثيرا من العلوم، اشتغلوا بالحفظ والرسم، فتقربوا به إلى السلاطين، فأكلوا بذلك الحرام، فصار سبب هلاكهم حب الدنيا والرياسة فنظرت فإذا جميع آفات العلماء من ذلك .
12 ثما إني جمعت فهمي ومددت طرفي وميزت بعلمي وفهمي واجتهدت في استنباطي وقايست بعقلي، وقابلت الكتاب والسنة على مبلغ علمي فلم آر أقواما امسك بالسنة ظاهرا وباطنا وسرا وجهرا وعقدا ونية واستعمالا من العصابة المترسمة باسم التصوف، 15 فتحققت (7) جميع آحكامهم، ظاهرهم وباطنهم، فوجدت جميع ذلك موافقا للكتاب والسنة، وذلك لأهل الحقيقة منهم الذين استحقوا الاسم الشريف والمعنى اللطيف، وسأبين حقائقهم من الكتاب والسنة، والله الموقق للصواب وإليه المرجع 18 والمآب: ثم لما رأيت سائر أهل المذاهب من أهل العلوم من الفقهاء وأصحاب الحديث وأهل القرآن والآداب قد سئلوا عن أقاويلهم في أصوهم وحجتهم فيما أقاموا على 21 اعتقاده، فاحتج كل واحد منهم عن أصله، وآبان عن طريقه ومقصده، فرأيت العصابة المرتسمة بالتصوف، متنقصين مذمومين، جاهلين عند أهل النظر وأكثر الناس، لما لم يظهر فيهم من أحوالهم، وخفي عنهم من حقائق آسرارهم، وحجب عنهم من 24 ظواهر آثارهم، رسمت كتابي هذا، فبينت فيه أصول القوم ورسومهم وأحكامهم وحقائقهم ورعايتهم وإشاراتهم وجميع أسبابهم الموافقة لسنة نبيهم ع، وترجمته 4) مخالفة: مخالفا ص 12) طرفي: بطرفي ص.
ن ب..
صفحہ 6