============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف وبالباطن رفعوا حقائق النفوس، فبذلوا لله عز وجل المهج، ثم العلم دليل والحكمة ترجمان ، فبالعلم يسير السائر ويمضي الدارج، وبالحكمة يرتقي المريدون في سير السر، وقد 3 قال بعض أصحابنا : رأيت آبا سعيد الخراز يصلي في المسجد فسلم وقال لي : اكتب ما دفع لي : إن الله عز وجل جعل العلم دليلا عليه ليعرف والحكمة ترجمة عنه ليؤلف.
فمن حقائق الظاهر معرفة الباطن ومن حقائق الباطن معرفة السر ومن حقائق معرفة 6 السر (39) معرفة الحق سبحانه وتعالى، وأصل المعرفة من عين الجود ويذل المجهود، فبذل المحهود من مواريث عين الجود، والله عز وجل الجواد الوهاب.
فهذا بعض حقائق علوم الصوفية وأهل المعرفة من آهل الباطن، وكل ذلك مواريث كشف اليقين وحقائق شواهد الايمان، خص الله به من شاء والله ولي التوفيق.
(10) باب خضوصية الصوفية 1 وأما الذي خص به الصوفية في أحوالها ومعانيها من جميع العموم والخصوص فالتوكل لأن الصوفية أجل خلق الله في التوكل، وهم معروفون بذلك، وذلك شأنهم وعامة أوقاتهم لأنهم سمعوا الله عز وجل يقول : وتوكل على الحي الذي لا يموت)، 15 وسمعوه يقول: وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم}، فتوكلوا عليه واعتمدوا على حسن اختياره، وألقوا الأكتاف بين يديه، وتبرأوا من الحول والقوة، فرضوا عن الله عز وجل في كل أحوالهم في الضراء والسراء والشدة والرخاء ، قال الله عزر 18 وجل: ومن يتوكل على الله فهو حسبه..
فالصوفية توكلوا على الله في كل الأسباب ، لأن التوكل في جميع الأشياء مأمور، والتوكل على معان كثيرة : توكل عام وتوكل خاص وتوكل بإسقاط رؤية التوكل ، فالتوكل 1) له : الله ض 12) فالتوكل : كالتوكل ض 20) فالتوكل : فتوكل ض.
14) القرآن الكريم 8/25.
15) القرآن الكريم 217/26- 218.
18) القرآن اللكريم 3/95.
.. .
صفحہ 36