260

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ایڈیٹر

علي الرضا الحسيني

ناشر

دار النوادر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1431 ہجری

پبلشر کا مقام

سوريا

اصناف

فقد كان نبيًا يقتدي به الناس في أصول الدين ومكارم الأخلاق؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾ [النساء: ١٢٥]، وقال تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾ [النحل: ١٢٣]. وإذا أريد من إمامته: أن يقتدى به في العقائد والشرائع، كان المراد من الناس: قومه الذين أوجب الله عليهم أن يتبعوه في جميع ما أوحى الله به إليه.
﴿قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾:
هذه الجملة واقعة موقع الجواب عما شأنه أن يخطر في نفس السامع من السؤال عما كان من إبراهيم ﵇ عند ما تلقى البشارة بالإمامة العظمى، وهي الرسالة، كان من إبراهيم أن طلب الإمامة لبعض ذريته أيضًا، فقال: ﴿قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾.
والذرية: الأولاد، وهذا القول - وهو من كلام إبراهيم - معطوف بالواو على الضمير في قوله: ﴿جَاعِلُكَ﴾، وهو من كلام الله تعالى، دايراد المتكلم قولًا يعطفه على قول متكلم آخر، يسمى في العربية: عطف التلقين. وتقدير مقول إبراهيم: وجاعل من ذريتي إمامًا. وقصده من هذا العطف: الطلب، ولكنه عدل عن أن يقول: اجعل من ذريتي إمامًا إلى قوله: وجاعل من ذريتي؛ لأنه قصد أن يورد كلامه مورد تتمة كلام الله تعالى، فيستحق أن يقع كما وقع المعطوف عليه، أعني: قوله تعالى: ﴿جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾.
﴿قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾:
وردت هذه الجملة جوابًا عن قول إبراهيم: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾، فالعهد هنا بمعنى الإمامة المشار إليها في قوله تعالى: ﴿جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾. وفي الجملة

1 / 226