ان الجنس الآخر من الناس الذين فى بلاد أوروبى يخالف بعضهم بعضا فى العظم والقامة والصور لحال اختلاف الازمنة فان اختلافها يكون عظيما كبيرا متواترا بحر شديد وشتاء قوى وأمطار كثيرة ثم بعد ذلك بغيم يرد لهم شديد ورياح متوالية فبهذا الاختلاف الكثير الدائم يكون جمود خلقة المنى مخالفا وذلك أن جموده يكون فى الصيف على نحو وفى الشتاء على نحو آخر وفى كثرة الامطار يكون على نحو آخر وفى الغيم وقلة الامطار يكون على نحو آخر فصارت صور أهل أوروبى مخالفة أكثر من اختلاف صور أهل آسية وقد اختلفوا أيضا فى أمصارهم بعضهم عن بعض وذلك أن الصور تختلف اختلافا كثيرا عند اجتبال المنى ولحال اختلاف الازمان فكما أنهم يختلفون فى صور أبدانهم فكذلك يختلفون فى هيئات أنفسهم وذلك أنهم يغضبون شديدا وهم جفاة وحشيون لا يختلطون بالناس وانما صارت طبيعتهم على هذه الحال لشدة التحير فيفسد فيهم السكون والهواء ولهذا الوجه صار أهل أوروبى أشد أنفسا من أهل آسية فان الكسل والعجز انما يحدث من قبل الاهوية واستوائها فأما فى اختلافها فان النفس والبدن يكونان صابرين فى الاتعاب والانصاب والاعمال ويعرض من قبل السكون والهدوء والعجز [و]الفرق والخوف والذل ويعرض من قبل النصب الشجاعة فلذلك صار أهل أوروبى فرسانا مقاتلة لا يخضعون لاحد ولا يذلون
[chapter 24]
صفحہ 153