فأسبلت الظلام على الضياء
وغاب الصبح منها تحت ليل
فظل الماء يجري فوق ماء
فسبحان الإله وقد براها
كأحسن ما تكون من النساء
فقال الرشيد: سيفا ونطعا يا غلام! قال أبو نواس: ولم يا أمير المؤمنين؟ قال: أمعنا كنت؟ قال: لا والله، ولكن شيئا خطر ببالي. فأمر بأربعة آلاف درهم!»
وأمثال هذه الحكايات كثير، حد «الحذاقة» فيها - أو «الحداقة» - هو حدها عند أشباه الأميين، وهو شرطهم في أرباب الفن إلى هذه الأيام.
أخباره عند الأدباء
وغني عن القول: أن أخبار النواسي ليست مقصورة على الأميين وأشباه الأميين، ولكن اهتمام الأميين وأشباه الأميين بها هو وجه الغرابة في هذا الباب من الأدب، وأما العارفون بأدب الفصحى فلا وجه للغرابة في اهتمامهم به وبأمثاله من موضوعات الأدب والفنون.
على أن الأمر في هذه الناحية لا يخلو من غرابته التي تخص أخبار أبي نواس بخاصة، ولم يشاركه فيها أعلام الشعر والثقافة الفنية ، فإن رواة الأدب الصحيح لا يهتمون بأبي نواس وأنداده من الأعلام على نحو واحد، بل يلوح عليهم أنهم يودون لو يشركونه بسهم في سيرة كل أديب. ويحبون إذا نسب الخبر إليه أو إلى غيره أن يؤثروه به لو استطاعوا، وأن يجعلوه من مروياته ومأثوراته دون المرويات والمأثورات عن سواه.
نامعلوم صفحہ