فشبهت كلامها بعقد در وهى فانتثر، بنغمة عذبة رخيمة، ولو خوطب بها صم الصلاب لابنجست، مع وجه يظلم في نوره ضياء العقل، وتتلف من روعته مهج النفوس، وتخف في محاسنه رزانة الحليم ويحار في بهائه طرف البصير:
فدقت وجلت واسبكرت وأكملت
فلو جن إنسان من الحسن جنت
فلم أتمالك أن خررت ساجدا، فأطلت من غير تسبيح، فقالت: ارفع رأسك غير مأجور! لا تذم بعدها برقعا؛ فلربما انكشف عما يصرف الكرى، ويحل القوى ويطيل الجوى، من غير بلوغ إرادة ولا درك طلبة ولا قضاء وطر، ليس إلا للحين المجلوب والقدر المكتوب والأمل المكذوب، فبقيت والله معقول اللسان عن الجواب حيران لا أهتدي لطريق، فالتفت إلي صاحبي وقال: ما هذا الجهد بوجه برقت لك منه بارقة لا تدري ما تحته! أما سمعت قول ذي الرمة:
على وجه مي مسحة من ملاحة
وتحت الثياب العر لو كان باديا
فقالت: أما ما ذهبت إليه فلا أبا لك، وإني لأنا بقول الشاعر:
منعمة حوراء يجري وشاحها
على كشح مرتج الروادف أهضم
لها أثر صاف وعين مريضة
نامعلوم صفحہ