فإن صح هذا الحديث فيحمل - والله أعلم - على أنه أراد ﵇ بقوله: فجعل الله (ثلة من الأولين)، أن الله تعالى قد عوضنا حيث لم يجعل منا إلا قليلًا في السابقين فجعل منا كثيرًا في أصحاب اليمين.
فإن قلت: فما وجه إنا قليل في السابقين؟ قلت: مقام السابقين مقام المقربين كما قال تعالى: (أولئك المقربون)، وغالب أهل هذا المقام هم الأنبياء ومن على قدمهم في الكمال، وكان في السابقين مائة ألف نبي، ومن على قدمهم من أمتهم، فصاروا في السابقين أكثر منا.
فهذه على صحة هذا الحديث خمسة عشر موافقة لعمر ﵁، ولم أر من أوصلها إلى هذا القدر.