============================================================
على أن هذه المثالية النظرية لا تعني أن المؤلف لم يكن إسماعيليا في أعماقه. بل تعني فقط أن النشاط الدعوي لم يكن داخلا في حسبانه في هذا الطور، بل هو مشغول بالنشاط اللغوي وحسب. ولذلك لا تظهر "إسماعيلية" المؤلف إلا تهريبا، فيما بين السطور، بحيث لا يستطيع أحذ أن يشير إليها بأصبعه، ويحدد جملة بذاتها باعتبارها إسماعيلية صريحة . على سبيل المثال، في باب الفرق الإسلامية ، ينتقد المؤلف جميع الفرق الموجودة ، الشيعية والسنية على السواء، فقد انتقد من السنة المرجئة والقدرية والخوارج، كما انتقد الفرق الشيعية الحية، مثل الإمامية، والفرق الشيعية المندثرة، مثل الكيسانية، واندثارها في رأيه هو دليل على فقدانها فاعليتها . لكن الإسماعيلية في رأيه هي الفرقة الشيعية الوحيدة، التي يزداد أتباغها كل يوم: "وخلق كثير من الناس قد أقاموا على هذه المقالة، وهم يزدادون في كل يوم" . وهكذا لا يظهر تبني الإسماعيلية إلا تهريبا وتلميحا. ويمكن القول إذا إن كتاب "الزينة" ليس بالكتاب الإسماعيلي بالمعنى الدعوي للكلمة، بل يختفي الجانب الدعوي فيه خفاء مطلقا . على أن إسماعيلية مؤلفه تظل تتطلع تهريبا من بين السطور.
هتطوطات الكقاب اعتمدت في التحقيق على المخطوطات العشر التالية للكتاب: (1) مخطوطة دار المخطوطات العراقية في بغداد برقم (1306)، وهي مكتوبة في القرن السادس في الأرجح، وتنطوي على الكتاب كاملا، وتقع بحسب ترقيم المخطوط في 486 صفحة، لكتها في الواقع أكثر من 500 صفحة بسبب حصول خطأ في الترقيم. وقد سقط عدد من الأوراق في بدايتها ونهايتها كما أن بعض المواد تتداخل فيها، ربما بسبب النقل عن مخطوطة أقدم تداخلت أوراقها. وقد اتخذت منها الأساس في نص الكتاب، ثم أكملت نواقصها من المخطوطات الأخرى . ورمزت لها بالحرف (ب) .
(2) مخطوطة مكتبة لايبزغ برقم (377)، وهي مكتوبة بخط أحمد بن أبي سعد البيهقي في 14 ربيع الأول سنة 544 في رستاق الري. وتشمل قسما من
Sayfa 69