============================================================
والقمي الأشعري والنوبختي والزجاج وابن السكيت ومحمد بن زكريا الرازي الا الذي بقي أبو حاتم يصر على تسميته ب "الملحد".
ولعل الطبري هو المفسر الذي اقتبس منه أبو حاتم أكبر عدد من النصوص مع إغفال ذكر اسمه نهائيا، والاكتفاء أحيانا بالعنوان العريض "قال بعض المفسرين" .
وبعده يأتي الإمام زيد بن علي في كتابه "تفسير غريب القرآن" ، الذي كان يرويه أبو خالد الواسطي، الذي ذكره أبو حاتم في قسم الفرق الإسلامية .ا أما الجاحظ فهناك ما يدل على أنه استعار منه تقسيمه لأنواع الدلالات في مادة (الوحي)، مع إعطائها سياق فهم جديد. ويغلب على الظن أن الفقرات ال المشتركة في "الزينة" و"البيان والتبيين" للجاحظ نقلها أبو حاتم منه، ولا سيما النصوص المتعلقة بالكتابة والوحي والاعتبار، وإن كان ذلك قد تم عن طريق وسيط آخر. وفي السياق نفسه اقتبس أبو حاتم في المقدمة بعض النصوص من كتاب "معاني القرآن" للزجاج تحت العنوان الواسع : "قال بعض التحويين" .
وقد رأينا سابقا أن أبا حاتم طعم شروحه اشتقاق أسماء الله الحسنى بشروح ذات طابع فلسفي وتأويلي، مستمدة في الأغلب من كتاب "المحصول" للداعي الاسماعيلي النسفي. وعلى النحو نفسه، وفي سياق معاكس، تعرض لنقد الملحد"، الذي لم يصرح باسمه، ونحن نعلم أنه محمد بن زكريا الرازي، قبل أن يصطدم به بعنفي في كتابه "أعلام النبوة"، وتدل المادة الواردة عنه في "الزينة" أنهما التقيا في بغداد، قبل جدالهما الشهير في الري.
و فيما يتعلق بالفقرات المشتركة مع كتابي "فرق الشيعة" للنوبختي و"المقالات والفرق" للقمي الأشعري، في اشتقاق أسماء الفرق الإسلامية، فإن من الخطأ النظر إلى هذه المسألة باعتبار قضية الأصالة، أو من ينقل عن من، فليس من شك في أن أبا حاتم اعتمد على مصادر سابقيه. وهو يصرح في مقدمة كتابه بأنه ينقل مواد معلوماته من آثار العلماء السابقين. وفي المادة المتعلقة بالفرق الإسلامية حديدا ، فقد ناقش تسميات الفرق نقاشا لغويا اشتقاقيا، وعلل أسباب التسميات بأفكارها أو أسماء مؤسسيها أو سياقاتها التاريخية . وهكذا اعتمد على ابن قتيبة في مادة (المرجئة)، وعلى المبرد في مادة (الخوارج) و(الكيسانية) ، وعلى كتاب
Sayfa 66