============================================================
عن النيسابوري قائلا: "وقد استدل أبو محمد المروذي النيسابوري، وكان أحد دعاتهم وكبيرا منهم"(1). وأنا أعتقد أن هذا النص ينطوي على سقط صوابه "وقد استدل أبو [تمام يوسف بن] محمد المروذي النيسابوري" . لأن البستي يعود في آخر الأمر إلى الاستشهاد بنصوص، هي في الأرجح من كتاب "الشجرة" .
وخلافا للمجدوع، صاحب أقدم فهرس للكتب الإسماعيلية، الذي كرر ذكر كتاب "الشجرة" مرارا(2)، وإن أخطأ في وصفه، فإن أبا محمد اليمني، مؤلف كتاب "عقائد الثلاث والسبعين فرقة"(3) ، يميز بين كتابين لأبي تمام، هما "شجرة اليقين" ولابرهان الدين"، أو "البرهان" مجردا . وينقل نصوصا كثيرة من كتاب الشجرة" . أما صاحب "مختصر صوان الحكمة" فذكر أن أبا تمام النيسابوري "هو من فحول الحكماء والمبرزين في هذه الصناعة. وله تصانيف كثيرة، منها رسالة في "الحدود"، ما صنف مثلها أحد"(4) . ولسنا ندري هل الحدود هنا بمعنى التعريفات الفلسفية، أم الحدود بمعنى مراتب الأئمة عند الإسماعيلية. وقد مر سابقا وصف التوحيدي لاحتماء أبي تمام النيسابوري في بلاط مطرف بن محمد، وزير مرداويج الجيلي(5) . كما أن الشهرستاني ذكر اسمه الكامل، وهو يعدد فلاسفة الإسلام، بصيغة "أبي تمام يوسف بن محمد النيسابوري"(3).
تحديد الزمن التاريخي الذي عاش فيه أبو تمام النيسابوري، يحسن بنا أن بدأ من نص التوحيدي. فبذكر مطرف بن محمد يتوفر لدينا مرجع خارجي يسهل هذه المهمة. فقد كان المطرف هذا وزيرا لأسفار بن شيرويه، الذي تحدثنا عنه سابقا، وذكرنا نقلا عن المسعودي أنه لم يكن مسلما. وفي سنة 316 تآمر المطرف مع مرداويج لقتل أسفار بن شيرويه(1) . وقد تم ما خططا له، فصار (1) البستي : كشف أسرار الباطنية ص 10 .
(2) المجدوع : فهرست الكتب والرسائل ص 233، 234، 235.
(3) أبو محمد اليمني : عقائد الثلاث والسبعين فرقة، الورقة 166 .
(4) صوان الحكمة ص 340.
(5) التوحيدي : الإمتاع والمؤانسة 15/2.
(6) الشهرستاني : الملل والنحل ص548 .
(7) الكامل لابن الأثير 109/9.
Sayfa 49