============================================================
أن أحدا تعرض للنسفي في فترة حياته بسوء. ولكن بعد موته مباشرة، استقدم الأمير نوح النسفي، كما يقول ابن الأثير، ولا يدرى هل تم استدراجه بحيلة، أم انه قدم بنفسه . والنتيجة معروفة بعد ذلك، فقد "قتله وصلبه، فسرق من الجذعا ولم يعلم من سرقه"(1) . ومن الواضح أن طلبة "الحكيم الصادق" ومريديه لم ستطيعوا احتمال رؤية شيخهم مصلوبا، فسارعوا إلى سرقة جئته ودفنها.
أبو تعام النيسابوري اذا كان التراث الإسماعيلي المعياري الرسمي قد عامل النسفي بوصفه الشهيد - الخائن"، مما جعله يتردد بين تكريمه والتنضل منه في وقت واحد، فإن هذا التراث لم يتردد في إلغاء وجود أقرب تلاميذه، أبي تمام يوسف بن محمد النيسابوري، إذ لم يستبق من هذا التلميذ أي شيء سوى كنيته "أبي تمام"، وأجزاء م بعثرة من كتاب كبير اسمه "الشجرة" ، بعد أن نسبه إلى مؤلفين آخرين.
فقد نشر عارف تامر كتابا بعنوان "شجرة اليقين"، ونسبه لعبدان القرمطي(2) كما نشر كتابا آخر عنوانه "الإيضاح" ونسبه لداعية إسماعيلي يحمل كنية "أبي فراس"(3) . لكن مستشرقين من المهتمين بالتراث الإسماعيلي، هما ووكر ومادلونغ، حصلا على مخطوط إسماعيلي يتضمن نصي الكتابين بالإضافة إلى زيادات أخرى، أثبتا أنها تشكل القسم الأول من كتاب "الشجرة" لداعية إسماعيلي لا يعرف عنه التراث الإسماعيلي سوى كنيته . وقد نشرا القسم الخاص بالفرق منه تحت عنوان "باب الشيطان من كتاب الشجرة لأبي تمام"(4) .
لكن التعريف بأبي تمام النيسابوري يأتي من المصادر المعادية التي ترد على ال الإسماعيلية. فقد تحدث البستي المعتزلي الزيدي في كتابه "كشف أسرار الباطنية" (1) الكامل لابن الأثير 240/9 .
(2) كتاب شجرة اليقين، تأليف الداعي القرمطي عبدان ، تحقيق عارف تامر، دار الآفاق الجديدة، لا بروت، 1982.
(3) شهاب الدين أبو فراس : كتاب الإيضاح، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1965 .
(4) باب الشيطان من كتاب الشجرة، تحقيق : ولفريد ماديلونغ وبول وولكر، بريل، 1998 .
Sayfa 48