============================================================
قال(1): وزعمت العرب أن مهلهلا كان يدعي ويتكثر في قوله بأكثر(2) من فعله، وكان أول من فعل ذلك. ثم كان امرؤ القيس بن حجر، وهو أول من ابتدع -6 في الشعر أشياء سبق الناس إليها، منها(2) استيقاف صحبه في الدار، والتبكي فيها، ورقة النسيب، وقرب المأخذ، وشبه النساء بالظباء والبيض والدمى، وشبه ال الخيل بالعقبان والعصي وقيد الأوابد. فاتبعه الشعراء على ذلك، واستحسنوا ذلك منه101.
و في الحديث أن العباس بن عبد المطلب سأل غمر بن الخطاب عن الشعراء،ا فقال: امرؤ القيس خسف لهم عين الشعر، فافتقر(5) عن معاني عور أصح بصرا(0.
ونقول: لما أراد الله(7) صيانة هذه اللغة وتفضيلها وادخارها إلى الوقت الذي انزل به كتابه، وبعث به رسوله محمدا صلى الله عليه وآله، أنشأ من كل قبيلة شعراء قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم، فتكلموا بالشعر الرصين، المحكم بالمعاني، الموزون بالعروض، المقوم بالأنحاء(8)، من غير أن يعرفوا(4) عروضا أو نحوا، بل أيدهم الله بقيله، وألهمهم وزنه وترتيله، حتى أبرزوه بألفاظ حسنة، ومعاني متفننة(10)، وقوافي موزونة، ومصاريع مسنونة(11). فرواه أهل اللب (1) أي ابن سلام.
(2) في قوله بأكثر : زيادة من م وق وك وس وه وابن سلام، لم ترد في ب. ويتكثر: في ب: كثر.
(3) منها : لم ترد في ب، وفي الطبقات: منه.
(4) طبقات ابن سلام ص 16 ، بتصرف قليل.
(5) فافتقر: لم ترد في ب.
(6) ابن قتيبة: غريب الحديث 7/2. وانظر شرحه فيه، والشعر والشعراء 128/1، والفائق لزمخشري 368/1.
(7) في جميع الأصول: لما أراد الله من صيانة .
(8) جمع نحو، والمقصود قواعد النحو، أي أن كلامهم كان متسق النحو، دون معرفة لغوية بأصول النحو.
(9) في الأصول: أن عرفوا.
(10) في م وه: متقنة.
(11) في م وس وق وك: مستوية.
114
Sayfa 117