من المحال أن يكون قد غرق، ومن المحال أن يكون قد راح ضحية أي كارثة أخرى؛ إذ كانت تعرف زوجها من خير المعرفة، لم تكن تستطيع أن تتصور أي حادثة «تلتهمه»، كان أشد ذكاء وأشد حذرا من أن يسمح بذلك، وحتى لو كان قد تعرض لحادثة ما، فقد كان متين البنيان، شديد الاحتمال، كان الأرجح في هذه الحالة أن يصمد وأن ينشد العون.
وعندما حل وقت الظهيرة في نيو أورلينز اتصلت كاثي بمنزل شارع كليبورن، وتركت التليفون يرن، وقد شعرت بالحاجة إلى سماع صوت زوجها، ولكن الرنين استمر بلا نهاية.
كان عليها أن تنظر في مسألة التأمين على الحياة، وفي وسائل إعالة نفسها وأطفالها الأربعة. هل تتمكن من إدارة العمل بنفسها؟ لن تستطيع، بطبيعة الحال. فهل تقوم إذن بما يشبه الإدارة؟ سيكون عليها أن تبيع العقارات المؤجرة، أو ربما استطاعت إدارة هذه العقارات بنفسها. أسئلة بالغة الكثرة. لا، سوف تبيع شركة الطلاء والمقاولات وتحتفظ بالمساكن المؤجرة، أو ربما باعت بعض تلك المباني؛ حتى يقتصر العدد على ما تستطيع أن تديره بنفسها. هل عليها أن تبقى في نيو أورلينز أو تنقل الأسرة إلى باتون روج؟ إلى فينيكس؟ إذا انتقلت فلا بد أن يكون ذلك إلى فينيكس.
وإلى متى عليها أن تنتظر قبل أن تفترض وقوع أسوأ ما تتوقع؟ أسبوع، أسبوعان، ثلاثة؟
عادت إلى الإنترنت فوجدت «إيميل» آخر من أحمد، كان هذا قد أرسل إلى محطة التليفزيون التي أذاعت المقابلة القصيرة مع زيتون، وكان أحمد قد اكتشف وهو في مكتبه في إسبانيا اسم المحطة واسم أحد منتجي البرنامج، كان الإيميل يقول:
من: الربان زيتون
التاريخ: الأحد 11 من سبتمبر 2005 الساعة 0200 + 34 : 01 : 02
إلي: @wafb.com (الاسم محذوف)
الموضوع: المناطق المتضررة من الإعصار في نيو أورلينز
السادة الأعزاء
Bilinmeyen sayfa