Kurşun Kadının Kocası ve Güzel Kızı
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
Türler
كان يمشي بخطى سريعة خفيفة، كأنه محمول على بساط الريح، وكلما وجد طريقا مشرعة إلى يمينه سلكها، إلى أن وجد نفسه أمام القيادة العامة للجيش، نفس المكان الذي تجندت فيه أنت قبل أعوام مضت، قال لنفسه: سأسأل في مكتب المتابعة عن ملوال، فسألهم عنك: رقيب أول ملوال شول مادنق رقم 199091 المشاة، الكتيبة 19660.
كانت مليكة تغسل الأطباق وهي تراقب بين الفينة والأخرى، بصلا يحمر على الزيت، منى تشعر بتقلصات في الرحم، تبتلع قرص دواء، تبدي ضجرها وهي تستبدل منشفة دم الحيض بأخرى، كانت تود أن تحكي حلما لوالدتها لكنها غيرت رأيها في اللحظات الأخيرة، حينما طلبت منها مليكة أختك أن تعتني بحلة البصل، أو تغسل أواني الطعام، قالت منى إنها تعبانة ومرهقة ومريضة، كانت مليكة تود أن تحكي لابنتها حلما، لكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة لأن شكوى منى أجهضت شهيتها للحكي، كما أن ظهور محمد الناصر الفجائي عند المطبخ - وهو أشعث أغبر - كان مثبطا مساعدا، فإذا تجاوزنا الحلم والحيض وجعفرا، جعفر مختار!
وجد محمد الناصر اسمك مكتوبا وغيرك في لوحة الشهداء، التي دله إليها رجل الاستقبال، وعلق عليكم بحبر أحمر مؤثر بأنكم ما بخلتم بدمائكم الغالية من أجل وحدة التراب، وأن لكم الجنة، وأن الرصاصات الخائنة الغادرة التي أصابت أفئدتكم الطاهرة، سيثأر لكم منها إخوة لكم ساهرون، ورقيتم جميعا إلى رتبة ملازم أول.
هكذا أغلق ملفك، وكأن الله لم يخلقك بعد، وكأنك ما زلت كلمة في الغيب تبحث عن معنى، معنى بسيط وسهل.
مليكة أختك كانت قلقة جدا من أجلك؛ لأن حلمها كان يخصك، فتذكرت جعفرا، كان وجه ابنتها قد بدأ ينتظم لونا واحدا هو أكثر إشراقا من لونها الأول، لكنه كان غريبا؛ لأن عنقها الذي يحمل لون بشرتها الأساسي بدا مسودا بعض الشيء، قالت لرياك: اذهب للقيادة العامة، مكتب المتابعة، اسأل عن خالك ملوال، رغم أن رياك كان مشغولا بأمور شتى، إلا أنه لم يمانع في الذهاب، فكان برا بوالدته بالذات فلا يعصي لها أمرا.
وأضافت: لأن أخباره انقطعت عنا، حتى الخطابات التي كان يرسلها لنا كلما وجد من يمليه إياها لم تعد تصلنا، في عودتك من الجامعة اغش مكتب المتابعة، لا تنس.
في تلك اللحظة هطلت أول قطرة من مطر الموسم الجديد، بعد أن ظلت السماء تحبل لأسبوع كامل بالسحب السوداء الثقيلة والبرق، انفجرت بالريح الممطرة، كانت حبات المطر الكبيرة الدافئة تغسل بقايا رمادك، من بين وريقات الأعشاب وشقوق الأرض لتأخذها إلى مستنقعات أباب دير النائمة منذ آلاف السنين، ترضع الحيوانات والناس ماء الحياة، تشحن السماء بالسحب، ترسلها بالريح إلى البلاد البعيدة، وكان ما تبقى من صبية في القرى الجائعة الحزينة الميتة يجرون تحت السماء الممطرة وهم ينشدون.
وما زالت جدات لك شائخات أخطأتهن الرصاصات والشظايا، يذكرن أبناءهن الذين ولدوا في خريف ما، في مثل هذه الأيام مع نزول المطر الأول ويحسبن أعمارهن وأعمار أحفادهن بعدد ما مر عليهن من مطر، وعندما تمر السيول أمام عتبات بيوتهن يذكرن أبناءهن الميتين الذين ستحمل إليهم هذه المياه المتدفقة المهاجرة في عمق الأرض في الحياة النائية أخبار ذويهم، أصدقائهم، بلادهم، الحرب وانتصارات الأشباح وهزائم الريح، وستخبرهم بعدد شجيرات البافرا واليام التي أنبتتها الأرض، وتحكي لهم كيف إذا دخل الجنود قرية أحرقوها وجعلوا أعزة أهلها أذلاء، فإنهم - أي أبناءهم وأسلافهم - بلا شك مستيقظون، قلقون وهم ينتظرون أخبار الأهل والأحفاد.
إذا سيحمل لك رمادك أخبار مليكة شول مادنق وأحوال أخوك ماجوك بغاباته ، سألت مليكة أختك زوجها، وهو يبحث عن مقعد بالمطبخ قرب ابنته الجميلة، التي كانت تمطره بالأسئلة عن أسباب الدورة الشهرية عند المرأة، ولماذا لا تبدأ بعد الزواج؟ سألته مليكة قائلة: حلمت بملوال، ألا تعرف شيئا عن أخباره؟
قال وقد بدا عليه الإرهاق أثقل: أريد قهوة مرة، تذكرت جعفرا، تبولت، حدثها عنه، أنساها كثيرا من أسئلتها الملحة، قال: إن جعفرا علمه ثلاثة أشياء أساسية، وهو علم جعفرا ثلاثة أشياء غير أساسية، ثم أضاف هامسا في أذنها أنه يريدها الآن، في هذا الآن بالذات، قالت مندهشة: البنت، البنت بالبيت، ورياك سيعود من الجامعة، وأنت تعب وأغبر وأنا مشغولة بطبخ الغداء.
Bilinmeyen sayfa