أما الكتاب فقوله تعالى:[ ] {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} ووجه الاحتجاج بهذه الآية أنه تعالى هيأ المساواة في الفضل بين من يعلم وبين من لا يعلم لأن الاستفهام ههنا بمعنى الإنكار، وقوله تعالى [ ]:{يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كبيرا}. والحكمة ها هنا العلم، وقوله تعالى [ ]:{يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات}. فإنه روي عن ابن عباس: أن معناه يرفع الله الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا درجات.
وأما السنة: فما روي عن النبي صلى الله عليه وآله [ ] أنه قال: ((الناس كلهم هلكى إلا العالمين، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملين، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم)).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم [ ] ((خيار أمتي علماؤها وخيار علماؤها رحماؤها ألا وإن الله يغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا ألا وإن العالم الرحيم يجئ يوم القيامة وأن نوره أضيء يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب يسري كما يسري الكوكب الدري)).
وعنه صلى الله عليه وآله [ ]:((العلماء ورثة الأنبياء)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:[ ] ((من جاءه أجله وهو في طلب العلم ليحيي به الإسلام لم يكن بينه وبين الأنبياء إلا درجة واحدة وهي النبوة)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم [ ]: ((أيما ناشيء نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه الله ثواب اثنين وسبعين صديقا)) .
وعنه صلى الله عليه وآله [ ] أنه قال: ((إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإنه ليستغفر لطالب العلم من في السموات والأرض حتى حيتان البحر وهوام البحر)) .
Sayfa 18