وقوله المطهرين المعصومين وفيهم قال الله [ ]:{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. لأن إذهاب الرجس ليس إلا العصمة من المعاصي لا إذهاب النجس؛ لأنه يتنجس منهم كما يتنجس من غيرهم.
صحابته المقربين، والصحابي: هو من طالت مجالسته ومتابعته للنبي صلى الله عليه وآله في حياته ويبقى على ذلك بعد وفاته.
قلنا: ويبقى على ذلك؛ احتراز ممن ارتد بعد وفاته وهم الذين قال فيهم صلى الله عليه وآله [ ]: ((يؤتى برجال يوم القيامة فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا...} الآية.
الفصل الثالث
وهو في فضل العلم على سبيل الجملة، فالذي يدل عليه العقل والسمع.
أما العقل فاعلم: أن الشيء يشرف بشرف المنفعة، وأجل المنافع وأدومها من الثواب، والثواب لا يحسن إلا على التكليف، والتكليف على ضربين: علم، وعمل، والعمل على ضربين: علم بالمعبود وصفاته، وعلم بالعبادة وصفاتها.
والثواب يستحق تارة بالعلم وتارة بالعمل، فحيث يستحق بالعلم أستغل فاستحقاقه وإن لم يتبعه العمل، ويمكن تحصيله من دون العمل، وحيث استحق بالعمل فالعمل أصل في صحة العمد لأنه يترتب عليه إذ لولا العلم بالمعبود وصفاته، والعبادة وصفاتها لها صحت العبادة ولا استحق لها الثواب فقد صار العلم أصلا في الوصول [9ب] إلى هذه المنفعة الجليلة، فثبت بذلك فضل العلم من جهة العقل.
وأما الذي يدل على فضله من جهة السمع فالكتاب والسنة والإجماع .
Sayfa 17