213

Vezirler ve Kitaplar

الوزراء والكتاب

[115]

وأبان اللاحقي، وأشجع السلمي، وجماعة من الشعراء، إليه، فسألوه أن يضع من شعر أبي نواس، ولا يلحقه بنظرائه منهم، وتحملوا عليه بغالب بن السعدي، وكان يتعشقه، فلما عرض أبو نواس شعره على الجرجاني رمى به، وقال: هذا لا يستحق قائله درهمين، فهجاه أبو نواس فقال:

بما أهجوك لا أدري ... لساني فيك لا يجري

إذا فكرت في قدرك ... أشفقت على شعري

واتصل الخبر بالفضل، فوصل أبا نواس وأرضاه، وصرف الجرجاني عن تمييز الشعر.

وكان شخص مع الفضل إبراهيم بن جبريل على شرطه، فوجهه إلى كابل، فافتتحها وأفاد مالا عظيما، ثم ولاه سجستان، فوصل إليه سبعة آلاف ألف درهم، وحصل في يده من خراجها أربعة آلاف ألف درهم، وانصرف إلى العراق، فلحق به إبراهيم بن جبريل، وبنى داره في البغيين، وسأل الفضل أن يزوره ليزيد نعمته عليه، وأعد له من كل صنف، وأحضر الأربعة آلاف ألف الدرهم، فلما حضر الفضل وتغذى، عرض عليه ما أعد له، وذكر له حال المال، فأبى أن يقبل منه شيئا، وقال له، لم آتك لأسلبك، فقال: أيها الأمير، نعمتك علي ظاهرة متظاهرة، فقال له: ولك عندي مزيد، ولم يزل يسأله أن يكرمه بقبول شيء منه، فقبل سوطا سجزيا، وقال هذا يصلح للفرسان، فذكر له أمر المال، فقال: أما لك بيت يسعه! ووهبه له.

وكان أبو الهول الحميري هجا الفضل بن يحيى، ثم أتاه فيما بعد راغبا، فقال له الفضل: ويلك! بأي وجه تلقاني؟ فقال له: بالوجه الذي ألقى به الله عز وجل وذنوبي إليه أكثر وأعظم، فضحك ووصله.

وكان محمد بن الرشيد في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث، وكان يكتب لمحمد على الزمام محمد بن يحيى بن خالد، ثم صرف الرشيد جعفر بن محمد بن الأشعث، وجعل محمدا في حجر الفضل بن يحيى، وأسكنه معه في قصره المعروف بالخلد، وضم إليه أعماله ودواوينه، وشخص إلى الرقة. وأنفذ الفضل مع الرشيد محمد بن منصور بن زياد يخلفه بحضرة الرشيد.

وذكر محمد بن الحسن بن مصعب: أن الفضل بن يحيى لما صار إلى خراسان فرق فيهم

Sayfa 213