الخامس: الأسر، قال الله تعالى: (وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ). أي: أسروهم واحبسوهم عن وجوههم فإن أسلموا وإلا فاقتلوهم، وإنما أمر بقتلهم وأسرهم وحبسهم ليخافوا النكال فيؤمنوا.
والأشهر الحرم في هذه الآية: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم؛ فواحد منها فرد، وثلاثة متوالية، وليست هذه الأشهر الأربعة المذكورة في قوله تعالى: (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ). لأن آخر تلك انقضاء عشر من شهر ربيع الأول، وانقضاء الأشهر الحرم انقضاء المحرم والأربعة الأشهر الأولى، وهي أشهر العهد، والكلام في هذا طويل ليس ذا موضع ذكره.
السادس: الإصابة بالمكروه، قال. اللَّه تعالى (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ).
كذا قيل، والصحيح أنه بمعنى الإهلاك؛ أي أهلكتهم هذه الصيحة، ويجوز أن يكون نظير قوله: (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ)؛ لأن الصيحة عقاب.
1 / 41