Dinsel Varoluşçuluk: Paul Tillich Felsefesi Üzerine Bir Çalışma
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
Türler
11
كل هذه الحقائق المعروفة جيدا، والتي تعني العالمية المذهلة للمسيحية، ينبغي أن نأخذها الآن في الاعتبار ونحن ننظر في المواجهة بين المسيحية والأديان الأخرى؛ لندرك أن المسيحية لم تنظر لذاتها أبدا بوصفها الديانة التي تستبعد تماما أو تنكر إنكارا مطلقا أية ديانة أخرى؛ إنها لم تفقد تبصرها وتفعل هذا إلا بعد النجاح المذهل السريع للإسلام، وانتزاعه المسيحية من أماكن عديدة، أهمها مصر، إنه محصلة لأول مواجهة للمسيحية مع ديانة جديدة للعالم؛ والحملات الصليبية أقوى تعبير عن هذه الخاصية غير العقلانية والاستحواذية التي اكتسبتها المسيحية تحت تأثير نجاح الإسلام، وهي في الآن نفسه دليل على أن المسيحية كانت تحارب حكما سياسيا قويا؛ واستبصار ديني عميق.
12
إن مشكلة المسيحية في مواجهة من يرفضونها ويتمسكون بديانات أخرى، ليست حق الرفض، بل طبيعته، فإذا كان رفضا شاملا فهو خطأ؛ لأنه لا يجعل أرضية مشتركة تكفل قبولا أو رفضا، أما إذا كان رفضا لأجزاء وقبولا لأجزاء، فهذا موقف أكثر تسامحا، لكنه أسلوب تجزيئي لا يناسب الحكم على الدين، ولا حتى على الفلسفة؛ أما أسلوب الرفض الثالث، فهو مركب جدلي من الرفض والقبول، وهذا هو الموقف الذي ينبغي التمسك به؛ لأنه يمكن أن يخلق أرضية مشتركة بين الديانات المختلفة.
13 •••
ويبقى أخيرا، وأيضا أولا، ودائما، وفي كل خطوة المحك وآية الانضباط؛ يبقى المنهج. والواقع أن تيليش أضفى النسقية على لاهوته، فغذى اللاهوت المسيحي عموما وأثراه، حين قدم منهجه الفريد، منهج التضايف
Method of Correlation ، الذي يحمل سمة تيليش المميزة، فيحلو له أحيانا أن يسمي لاهوته «لاهوت التضايف».
ومنهج التضايف - بحكم طبيعة المنهج - الإطار لكل ما سبق؛ إنه تبرير وتعميق اللاهوت بأن تضايفه إلى الموقفين الفردي والحضاري. وقد كانت وظيفة الكنيسة دائما هي الإجابة عن التساؤلات المتضمنة في كل وجود إنساني، فلا بد أن يستغل اللاهوت المادة الضخمة والعميقة للتحليل الوجودي في كافة المجالات الحضارية، وهو لا يستطيع أن يقبلها ببساطة، فكيف إذن؟ الكيفية أو المنهج هو «أن يأخذ بيمناه تحليلات الموقف الوجودي، وبيسراه رسالة الوحي المسيحي، ويضايف الأسئلة المتضمنة في الأولى على الإجابات المتضمنة في الثانية»؛
14
أي يواجه التحليل الوجودي بالرموز التي عبرت بها المسيحية عن الاهتمام القصي، وهذا هو المنهج الملائم لكل من رسالة يسوع والمأزق الإنساني كما تكشف في الحضارة المعاصرة. والبروتستانتية بما تنطوي عليه من نزعة نقدية ورفض التبعية المطلقة للسلطات الدينية شيء عظيم جدا، ولكن لا بد لها من البعد البنائي، من الوجود في قلب التوتر على الحدود بين البنائي والتصويبي؛ وحين تجعل من العقيدة إجابات عن أسئلة الوجود الإنساني في مرحلته التاريخية المعينة، سوف يتحقق البعدان التصويبي والبنائي، وسوف يتعين على اللاهوت أن يتواجد في توترات حقائق الوحي مع الموقف الوجودي والحضاري للإنسان.
Bilinmeyen sayfa