Dinsel Varoluşçuluk: Paul Tillich Felsefesi Üzerine Bir Çalışma
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
Türler
وتيليش نفسه يؤكد أنه فيلسوف مثالي «على أن نفهم المثالية بمعنى دخول الوجود والفكر في ذات الهوية، وكمبدأ للحقيقة.»
6
أي أن الأبستمولوجيا (فلسفة المعرفة) ترد إلى الأنطولوجيا (فلسفة الوجود)، هي مجرد فرع منها، وكل تقرير أبستمولوجي هي ضمنا أنطولوجي. إن مفهوم الفلسفة عنده دائما يدور حول الأنطولوجيا.
لذلك فنحن نرى أن تيليش فيلسوف مثالي بمعنى أنه فيلسوف أنطولوجي، وليس بالمعنى الحرفي لمصطلح المثالية الذي يفيد أسبقية الفكر على الوجود، وهو فيلسوف أنطولوجي بكل ما في الكلمة من معنى؛ الأنطولوجيا هي إطار تفكيره وطريقته التي يمكن من خلالها العثور على المعنى الجذري لكافة المبادئ حتى رأى أن فلسفة الأخلاق - مثلا - «هي علم الوجود الأخلاقي للإنسان، الذي يسعى للوصول إلى جذور الالتزام الأخلاقي ومعيار صحته ومنابع مضامينه وقوى تحقيقه. وتعتمد الإجابة على هذه الأسئلة بصورة مباشرة على مبدأ الوجود.»
7
أي على فلسفة الأنطولوجيا. كان لا بد أن يبقى أنطولوجيا من حيث هو لاهوتي.
فقد لاحظنا من حديثه عن الرفقة المشتركة بين اللاهوت والفلسفة، أن الأنطولوجيا هي حلقة الربط بينهما، بل وإننا نرى أن الأنطولوجيا عند تيليش هي حلقة الربط بين اللاهوت وبين العقل على الإجمال. إنه بطبيعة الحال - كلاهوتي وكوجودي - لا عقلاني إلى حد ما، يرى أبعادا تند عن سلطان العقل ونطاقه، وهو لم يعتقد أبدا بصحة البراهين الميتافيزيقية أو المنطقية على العقائد الدينية المعينة، خصوصا على وجود الرب، وأكد أن جوهر الإنجيل لا يمكن استنباطه من المبادئ الفلسفية، بل وكان شديد العناية بالدلالة العميقة جدا للعقائد اللاعقلانية في الديانة المسيحية، وأهمها الكريسماس: ميلاد المسيح ... الرب الذي هو طفل رضيع ... ثم مدان مصلوب، وعلى الرغم من هذا فإنه كما يقف على الحدود بين المثالية والوجودية، يقف على الحدود بين العقلانية واللاعقلانية، لم يفعل ما فعله كيركجور الذي أكد أن الإيمان جملة وتفصيلا هو الخروج من دائرة المعقول الخانقة المميتة، هو عينه «اللامعقول» أو ما يسميه الإغريق الجنون الإلهي!
8
كلا، لم ينكر تيليش كل وأية علاقة بين الدين والمباحث العقلية، ولم يخرج التجربة الدينية بأسرها من عالم المعقول، أو جعلها حراما على العقل، وليس صحيحا في نظره «أن العقيدة الدينية هي الإيمان بأشياء بغير دليل»
9 ... وهذا بسبب التطابق الذي ذكرناه بين ما هو لاهوتي وما هو أنطولوجي، والذي يجعل المباحث الأنطولوجية تستطيع أن تؤيد الدين، فقط إذا ما بدأت من مصادره، أو أكدت على محصلة مؤداها أن الرب هو الوجود ذاته
Bilinmeyen sayfa