فقال سيف في هزة: عاد رسلي!
وكان صوته ينم عن هزته.
فقال الشيخ هادئا: لن يحول شيء بيني وبين ثأري. أجاء قومك؟
فقال سيف: هم وراء هذه الهضبة.
فقال الشيخ: هم هناك حيث ينبغي أن يكونوا. اذهب الساعة إليهم يا ولدي وتريث بهم إلى الصباح.
فقال سيف في دهشة: أما كنت أتلهف في انتظارهم؟
فقال الشيخ: بل هم هناك أنفع لنا. سأبدأ الحرب وحدي، لا تفوت علي ثأر ولدي. سأرمي أول نشابة لأبرد بها كبدي، وسيرمي جنودي هؤلاء سهامهم من بعدي، فهذه السهام لا يعرفها أحد من هذه الألوف الكثيرة التي وراء مسروق. سيرون سلاحا يصيبهم بأيد لا يرونها، كأن الشياطين تبعثها، فإذا ما وقع الرعب في قلوبهم كان ذلك نصف النصر، وسأبدأ الزحف بعد ذلك بجنودي، فإذا ما بدأت المعركة صعدت أنت بأصحابك من وراء الهضبة، فتأخذونهم من خلفهم، وتكون مفاجأة قاصمة.
وهكذا فرغ الشيخ من خطة القتال في لحظة.
فقال سيف: أنحارب معا والهضبة بيننا يا أبا نوزاذ؟
فقال الشيخ: تلك خطة أخذتها عنكم يا سيف. ما كنت أخشى في حروبي إلا كمين العرب. ترقب من هنا صيحة تشبه عواء الذئب.
Bilinmeyen sayfa