فصاح ييتس وهو يمد يده إليه: «لنتصافح! فها هو شعور متبادل وعظيم آخر يجمعنا يا ستوليكر. لنذهب ونرى.»
الفصل الثامن عشر
من المفارقات أن الرجل الذي أراد رؤية المعركة لم يرها، والرجل الذي لم يرد رؤيتها قد رآها. فقد وصل ييتس إلى ميدان القتال بعدما وضعت المعركة أوزارها، فيما وجد رينمارك رحى القتال تستعر من حوله قبل أن يدرك حتى أن الموقف قد تأزم.
حين وصل ييتس إلى الخيمة، وجدها فارغة وممزقة بالرصاص. كانت أحداث الحرب قد حطمت الجرة، وكان فتات الجرة المكسورة متناثرا أمام المدخل، وربما من نثره رجل محبط كان قد حاول تذوق ما فيها ولم يجد شيئا.
قال ييتس لنفسه: «سحقا! ترى ما الذي حل بالمساعدين الخمسة الذين أرسلتهم صحيفة «أرجوس»؟ إذا كانوا مع الفينيانيين وتقهقروا معهم، أو إذا كان الكنديون قد اعتقلوهم وهذا أسوأ، فلن يتمكنوا من الحصول على تقرير عن هذه المناوشة وإرساله إلى الصحيفة. والآن، من الواضح أن هذا أهم سبق صحفي في العام؛ إنه دولي، يا إلهي! قد تتورط إنجلترا والولايات المتحدة في حرب إذا لم يصبح الطرفان أكثر اعتدالا وحذرا. لا أستطيع أن أجازف بترك الصحيفة عالقة في مأزق. دعني أفكر دقيقة. هل من الأفضل أن ألحق بالكنديين أم الفينيانيين؟ أيهما يركض أسرع يا ترى؟ من الواضح أن رجالي مع الفينيانيين، إذا كانوا قد وصلوا إلى مسرح الأحداث أصلا. فإذا لاحقت أبناء الجمهورية الأيرلندية، سأعرض نفسي للحصول على نسخة مكررة مما حصل عليه رجالي بالفعل، ولكن إذا لاحقت الكنديين، فقد يعتقلوني. ثم إن نسبة المتعاطفين من قرائنا مع الفينيانيين أكبر من نسبة الكنديين؛ لذا فإن نشرنا التقرير وفق رواية الطرف الغازي، فسيحظى برواج أكبر. ومع ذلك، سيكون من الجيد الحصول على رواية الطرف الكندي عن الأحداث، لو كنت متيقنا من أن بقية الأولاد قد نجحوا في مهمتهم، ومن المرجح أن الصحف الأخرى لن يكون لديها أي مراسل وسط صفوف الكنديين. يا إلهي! ما الذي ينبغي فعله؟ سأجري قرعة بالعملة المعدنية لأحسم قراري. إذا ظهر الوجه ذو الصورة، فسألحق بالفينيانيين.»
رمى العملة جاعلا إياها تدور في الهواء ثم أمسكها. «الوجه ذو الصورة! إذن فالفينيانيون هم فريستي. إنني أخيم على آثار مسيرهم على أي حال. وفوق ذلك، فهذا آمن من ملاحقة الكنديين، حتى بالرغم من أن ستوليكر أخذ تصريحي.»
ومع أنه كان متعبا، سار بخفة وحيوية عبر الغابة. كانت رائحة الانفراد بسبق صحفي مهم تملأ أنفه، وكانت تحفزه كرائحة الشمبانيا. فما قيمة الحرمان من النوم مؤقتا مقارنة بفرحة التفوق على الصحافة المعارضة؟
ربما كان أي رجل، ولو أعمى، سيتمكن من اقتفاء أثر الجيش المتقهقر. فقد كانوا في أثناء مرورهم عبر الغابة يتخلصون من كل شخص يعترض طريقهم. وفجأة بينما كان ييتس ماشيا، وجد رجلا مستلقيا على بطنه ووجهه منكفئا وسط الأوراق الذابلة المنتشرة على الأرض. فقلبه على ظهره.
قال ييتس وهو يمضي قدما في طريقه: «لقد انتهت متاعبه هذا المسكين.»
ثم جاءت صيحة من أمامه قائلة: «قف! ارفع يديك!».
Bilinmeyen sayfa