صاح ييتس مبتهجا: «مرحبا يا سيدة بارتليت! كما ترين، لقد نال البروفيسور جزاءه المستحق أخيرا، وها أنا أشاطره مصيره كالكلب الوفي؛ لأنني عالق في صحبة سيئة.»
صاحت السيدة بارتليت قائلة: «لم كل هذا؟».
أومأ الشرطي، الذي كان يعرف المزارع وزوجته، لهما إيماءة ودية. ثم قال: «إنهما أسيران فينيانيان.»
صاحت السيدة بارتليت - فيما التزم العجوز الصمت متجهما كعادته حين تكون زوجته حاضرة لتتكفل بالكلام - قائلة: «هراء! إنهما ليسا فينيانيين. بل يخيمان في مزرعتنا منذ أسبوع أو أكثر.»
قال الشرطي بحزم: «ربما يكون هذا صحيحا، ولكن لدي دليل قاطع ضدهما، وأظن إذا لم أكن مخطئا، أنهما سيعدمان بسبب ذلك.»
أطلقت الآنسة كيتي، التي كانت ظاهرة بعض الشيء من خلال الباب، صيحة تألم عند سماع هذه الجملة، واختفت مرة أخرى. «لقد هربنا للتو من الإعدام بأيدي الفينيانيين أنفسهم يا سيدة بارتليت، وآمل أن يكون المصير نفسه في انتظارنا بأيدي الكنديين.» «ماذا! إعدام؟» «لا، لا؛ بل الهرب ليس إلا. وهذا لا يعني أني أمانع أن أعدم - فأنا آمل ألا أكون شديد الاكتراث بالتفاصيل التافهة إلى هذا الحد - ولكن يا سيدة بارتليت، ستتعاطفين معي حين أخبرك بأن العذاب الذي أعانيه الآن هو ذكرى المأكولات الشهية التي أكلتها في بيتك. فأنا أكاد أموت جوعا يا سيدة بارتليت، وهذا الشرطي القاسي يرفض السماح لي بأن أطلب منك أي شيء.»
خرجت السيدة بارتليت عبر البوابة إلى الطريق والسخط باد عليها.
صاحت قائلة للشرطي: «ستوليكر، أنا خجلة منك! ربما يحق لك أن تشنق رجلا إن شئت، ولكن لا يحق لك تجويعه.» ثم قالت للأسيرين: «ادخلا معي حالا.»
قال ستوليكر بنبرة حادة: «سيدتي، يجب ألا تعرقلي مسار القانون.»
فصاحت المرأة الغاضبة قائلة: «مسار الهراء والترهات الفارغة! أتظن أنني خائفة منك يا سام ستوليكر؟ ألم أطردك من هذا البستان نفسه حين كنت صبيا تحاول سرقة تفاحي؟ بلى، وضربتك على أذنيك أيضا حين أمسكتك، وكنت آنذاك حمقاء كفاية لأملأ جيوبك بأطيب التفاحات بعدما أعطيتك ما تستحقه من عقاب. مسار القانون، حقا! سأضربك على أذنيك الآن إذا تفوهت بكلمة أخرى. ترجل عن حصانك، وهيا لتأكل شيئا أنت أيضا. أظن أنك بحاجة إليه.»
Bilinmeyen sayfa