وهنا دوى صوت ييتس من داخل الخيمة قائلا: «ما الذي تظنون أنكم فاعلوه أيها الرجال بحق الجحيم؟ ما خطبكم؟ ماذا تريدون؟»
حل صمت لحظي لم يكسره سوى حركة أقدام متعجلة مهتاجة وطقطقة فتح أقفال أمان البنادق.
قال القائد بصوت صارم: «كم عددكم هناك في الداخل؟». «اثنان، إذا كنت تريد أن تعرف، وكلانا أعزل، وفينا واحد مستعد لمقاتلة الكثيرين إن كنتم متلهفين للتناوش.»
فكان الأمر التالي: «اخرجوا واحدا تلو الآخر.»
قال ييتس وهو يخرج من الخيمة مرتديا قميصه بلا سترة: «سنخرج واحدا تلو الآخر، ولكن لا تتوقع أن نستمر هكذا فترة طويلة؛ لأننا اثنان فقط.»
ثم خرج البروفيسور بعده مرتديا معطفه. لم يبد الوضع مبشرا إطلاقا. فقد كانت المشكاة الموضوعة على الأرض تلقي وهجا باهتا على قسمات القائد الحادة، كما قد تنير أضواء المسرح هيئة قاطع طريق في غابة على خشبة المسرح. وبدا على وجه الضابط أنه متأثر جدا بأهمية منصبه وخطورته. نظر إليه ييتس نظرة خاطفة بابتسامة؛ إذ كان كل اكتئابه الذي انتابه مؤخرا قد تلاشى آنذاك بعدما أصبح في خضم حدث صاخب مثير.
قال: «أيكم ميرفي، وأيكم دولن؟» ثم صاح حين وقعت عيناه على رجل طويل القامة ذي شعر أحمر كان يشهر حربته استعدادا للهجوم بعزم شرس على قسمات وجهه كان من الممكن أن يجعل خصمه يرتعد خوفا: «مرحبا أيها العضو في مجلس المدينة! متى غادرت نيويورك؟ ومن يدير المدينة الآن بعد رحيلك؟»
من الواضح أن الرجال كان لديهم شيء من حس الدعابة، رغم عملهم الوحشي المتعطش للدماء؛ إذ اكتست وجوههم بابتسامة في ضوء المشكاة، وأنزلت عدة حراب لا إراديا. لكن قسمات وجه القائد الصارمة لم ترتخ إطلاقا.
قال بجدية: «أنت تضر نفسك بكلامك. فما تقوله سيستخدم ضدك.» «نعم، وما تفعله أنت سيستخدم ضدك، ولا تنس هذه الحقيقة. أنت الذي في خطر، وليس أنا. فأنت، في هذه اللحظة، تجعل من نفسك أحمق امرئ في كندا.»
صاح القائد بفظاظة: «أوثقوا هذين الرجلين!».
Bilinmeyen sayfa