لم تعد الفتاة قادرة على كبح جماح ضحكتها. فصاحت وهي تهرب من الغرفة وقالت: «سوف تضطرين إلى صب الشاي بنفسك يا أمي!»
صاحت الأم المشدوهة وهي تقوم لتأخذ مكان ابنتها التافهة: «يا إلهي! ماذا أصاب الطفلة؟ لا أرى شيئا يستدعي الضحك.»
اكفهر وجه هيرام وأنزل عينيه إلى المائدة، وكان من الواضح أنه أيضا يرى أن لا شيء يستدعي الضحك. وكان البروفيسور كذلك لا يفهم شيئا مما يحدث.
قال ييتس: «يؤسفني، يا سيدة بارتليت، القول إنني أنا السبب البريء وراء ضحك الآنسة كيتي. أصغ إلي يا سيدتي، من المثير للشفقة قول ذلك، لكني في الحقيقة ليس لدي حياة منزلية منذ فترة.» ثم أضاف بكذب مختال واثق: «ومع أنني أرتاد الكنيسة بانتظام، يجب أن أعترف بأنني لم أسمع دعاء شكر عند الوجبات منذ سنوات طوال، و... حسنا، كل ما في الأمر أنني لم أكن مستعدا له. أنا متيقن من أنني جعلت من نفسي أضحوكة بتصرف محرج، وهو ما رأته ابنتك بسرعة.»
قالت السيدة بارتليت بشيء من الغلظة: «لكن هذا لم يكن سلوكا مهذبا.»
استعطفها ييتس بأسف عميق، قائلا: «أعرف ذلك، لكني أؤكد لك أنني لم أفعله متعمدا.»
فصاحت مضيفته: «يا رب البركات! لا أقصدك، بل أقصد كيتي. لكن تلك الفتاة لم تستطع قط أن تمنع نفسها من الضحك. طالما كانت أقرب لي في الطباع من طباع والدها.»
لم يكن من الصعب تصديق هذه العبارة؛ لأن هيرام في هذه اللحظة بدا كأنه لم يبتسم قط في حياته. ظل صامتا طوال الوجبة، لكن السيدة بارتليت تكلمت بما يكفي لينوب عن كلام شخصين.
قالت: «حسنا، أنا شخصيا لا أعرف ماذا دهى مجتمع المزارعين وكيف تبدل حاله هكذا! لقد مر هنري هوارد ومارجريت من هنا عصر اليوم متباهين للغاية في عربتهما المغطاة الجديدة. لكم اختلفت الأحوال عما كانت عليه في أيام صباي. كانت بنات المزارعين يضطررن إلى العمل آنذاك. أما الآن، فقد حصلت مارجريت على شهادة الدبلوم في كلية البنات، وبدأ آرثر الدراسة في الجامعة، وهنري يسير متباهيا على الملأ في عربة جديدة. لديهم بيانو هناك، ونقل الأرغن إلى الغرفة الخلفية.»
تمتم المزارع قائلا: «عائلة هوارد كلها عائلة متغطرسة.»
Bilinmeyen sayfa