صاح المزارع الغاضب للغاية: «ابق في حالك، ولا تتدخل.»
قال ييتس باقتضاب وهو يهرول نحو رأسي الحصانين: «سأفعل.» ثم شدهما من لجاميهما، وبالرغم من السباب الذي تفوه به بارليت في تلك الأثناء ومحاولته شد أربطة اللجامين، فقد سحبهما ييتس جانبا حتى مرت العربة.
صاح الشاب قائلا: «شكرا لك!» وانطلقت العربة الخفيفة المتلألئة على طريق ريدج رود وسرعان ما اختفت عن الأنظار.
ظل بارتليت متوقفا هناك للحظة مجسدا الغضب المتحير. ثم رمى زمام اللجامين على ظهري حصانيه الصبورين، وترجل من العربة. «أشددت حصاني من رأسيهما أيها الأمريكي التافه؟ أفعلت ذلك حقا، هاه؟ تعجبني وقاحتك. تلمس حصاني وأنا أمسك بزمامهما! اسمعني الآن! ستنزل متعلقاتك من عربتي حالا هنا على الطريق. أتسمعني؟» «أي شخص في نطاق ميل من هنا يستطيع سماعك.» «حقا؟ حسنا، ستنزل خيمتك المزعجة من على متن عربتي.» «كلا، لن تنزل.» «لن تنزل حقا؟ حسنا، عليك إذن أن تهزمني في نزال أولا، وهذا شيء لم يفعله من قبل أي أمريكي، ولا يقدر عليه أي أمريكي.» «سأفعل ذلك بكل سرور.»
صاح البروفيسور وهو يترجل من العربة على الطريق: «لا، لا، دعكما من هذا، لقد جاوز الأمر المدى. ابق هادئا يا ييتس. أصغ إلي يا سيد بارتليت، لا تكترث بذلك؛ فهو لا يقصد التقليل منك.»
قال بارتليت: «لا تتدخل. فأنت شخص جيد، وليس لدي أي مشكلة معك. لكني سأبرح ذلك الشاب ضربا حتى يوشك على الموت، وسترى بنفسك. لقد واجهناهم في عام 1812، وضربناهم وسحقناهم، ونستطيع فعل ذلك مجددا. سأعلمك عاقبة أن تشد حصاني من رأسيهما.»
قال ييتس مستفزا إياه: «فلتعلمني.»
وقبل أن يستطيع الدفاع عن نفسه كما ينبغي، انقض بارتليت عليه وقبض عليه من حول خصره. صحيح أن ييتس نفسه كان لديه قدر من مهارات المصارعة، لكن مهارته لم تنفعه بشيء في ذلك النزال. فقد التفت ساق بارتليت اليمنى حول ساقه اليمنى بقبضة فولاذية سرعان ما أقنعت الرجل الأصغر سنا بأنه يجب أن يرضخ لها وإلا ستنكسر إحدى عظامه. لذا رضخ لها، فطرح أرضا على ظهره بصوت ارتطام بدا كأنه زلزل الكون.
صاح المزارع المنتصر: «أرأيت أيها اللعين! هذا ما حدث لكم في عام 1812 ومعركة كوينزتاون هايتس. ما رأيك؟»
نهض ييتس على قدميه بشيء من التأني، وخلع معطفه.
Bilinmeyen sayfa