Sabitlerin Yanılsaması: Felsefe ve Psikoloji Üzerine Okumalar ve Çalışmalar

Adil Mustafa d. 1450 AH
136

Sabitlerin Yanılsaması: Felsefe ve Psikoloji Üzerine Okumalar ve Çalışmalar

وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس

Türler

33

إن أنتوني فلو هو بمثابة «ثيسيوس معاصر» يريد أن يحطم البروكرستية بأن يكشف زيفها وتهافتها ويفضح طبيعتها المؤذية المظلمة ويخرجها إلى وضح النهار؛ الأمر هنا ليس مجرد مبدأ شخصي يدعو إليه من يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، أو ربما بتقديم مثال في التضحية والبر (على طريقة ليو تولستوي مثلا)؛ ولكنه منهج سياسي وإداري يراد فرضه على نطاق هائل بقوة الآلة الحكومية الجبارة.

لم يقف جنون البروكرستيين السياسيين عند حد:

فمنهم من لم يقنع بإعادة توزيع الثروة على الأفراد بالعدل والقسطاس، فذهب إلى ضرورة تحطيم «نظام الأسرة»: منبع التفاوت بين الناس ومعقل اللامساواة وحصنها الحصين.

ومنهم من ذهب إلى ضرورة فرض «المساواة المعرفية»

cognitive equality ؛ فلا ينبغي أن «يعرف» شخص أكثر مما يعرف الآخرون.

بل ذهب بعضهم إلى ضرورة «تحسين النسل» (اليوجينيا

eugenics ) لاجتثاث التفاوت من المنبع ... من البيولوجيا.

من السخرية أن البروكرستية يمكن أن تبلغ مأربها وتشفي صدرها ب «المساواة في الجهل» بقدر ما تشفيه ب «المساواة في العلم»، وأن تقضي وطرها بالإساءة بقدر ما تقضيه بالإحسان. إن مذهب المساواة هو عماد الرفاه وعماد الضنك أيضا ما لم يستبدل به مبدأ آخر من مبادئ الواجب.

والحق أن النظم الشمولية - بمختلف تجلياتها وشتى تمثلاتها - ترتكز على عقيدة ماهوية غائرة. إن لديها مفهوما راسخا لما يكونه الإنسان، وما يكونه خير الإنسان، وتريد أن تفرضه على الجميع بآلية شاملة تستحق النقد وتطمس الاختلاف.

Bilinmeyen sayfa