============================================================
6 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وهذه لطيفة ومن ورائها أمؤر لا يمكننا استقصاؤها خشية على منكرها، وأنما قصدنا التشويق، وهذه التبذة اللطيفة في المعرفة كافية إن شاء الله تعالى، وأسرار العارفين ومواهبهم عظيثة ليس هذا مكاها.
وأما الخوف فهو ينشأ عن المعرفة وينقسم على قسمين: تارة من شهود العظمة والإهيق وتارة من شهود السطوة والعذاب فتحرق نيران الخوف قلب الخائف بما يتوقعه، ولا يكون الخوف إلا لمتوقع، فمنهم من يشيب قبل أوان شيبه، وأعرف من حصل له ذلك ومنهم من يذهل عقله.
واتفق للشيخ أبي العباس الملثم(1) أثه كان نائما فاستيقظ فزعا مرعوبا قد تغير لونه وظهر ذلك عليه، فسعل عن ذلك فقال: رأيت النار فدخلتها، ورأيت ما أعد الله تعالى لأعدائه فيها من أنواع العذاب مما لا يطاق وصفه وما وصفه الله تعالى في كتابه العزيز، ورآيي مالك خازن النار فقال لي: اخرجج، ما أنت من أهلها،. فمن صيحته وهيبته حصل لي ما حصل هذا مع كونه أمته فكيف لو خوفه؟
(1) قال الشيخ المناوي: هو أحمد بن محمد الشيخ الصالح أبو العباس الملثم.
كان من أصحاب الكرامات والأحوال والمقامات، ويحكى عنه عجائب وغرائب، وكان مقيما بمدينة قوص، وله ها رباط، وعرف بالملثم لأته كان دائما بلثام، وكان من المشايخ المعمرين، بالغ قوم حتى قالواء إنه من قوم يونس ال.
وقال آخرون: صلى خلف الشافعي، وأنه رأى القاهرة أخصاصتا قبل بنائها، وكان يدعو من لم يعرفه ولا رآه قط باسمه واسم آبيه وحده فلا يخطئ وذكر له رجل أنه يريد الحج فقال: القافلة التي يريد السفر فيها تؤخذ، والمركب يغرق، وكذلك كان ومن أخص الناس بصحبته تلميذه الشيخ عبد الغفار بن نوح، صاحب كتاب "والوحيد في علم التوحيلا)، وحكي فيه كثيرا من كراماته.
وسئل عما ذكر أنه من قوم يونس، و آنه صلى خلف الشافعي فقال: ما أنا من قوم بونس، أنا شريف حسيني، وأما الشافعي فمتى مات؟ ما له كثير، نعم، صليت خلفه. وكان يحج كل سنة وهو مكاته، وانظر؛ الوافي في الوفيات (2706/1)، ولسان الميزان (70/2)، الطالع السعيد (131)، حسن المحاضرة (240/1)، جامع الكرامات (308/1).
Sayfa 28