============================================================
67 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ل له ضعف فدخلت عليه ليلة، وحوله جماعة من أصحابنا الفقراع، وكان بعد العشاء الآخرة، فحصل لي مغص في فؤادي، منعني الاستقرار، بحيث آته لم يشعر به أحد من الحاضرين، فقال الشيخ حسين: هذا المغص إذا حصل للإنسان ينبغي أن يستعمل له الشمار والأينسون، فقلت في نفسيء وأين في هذا الوقت ما ذكره الشيخ وقد قفل السوق، ولا عندي شيء، وأنا إذ ذاك محرد؟
فلم يكمل الخاطر عندي حتى قال الشيخ لخادمه: أعطني الجراب الذي لي، فأحضر له جرابا صغيرا فأخرج له صرة فيها شمار وأينسون وقال لئ استعمل هذا، فاستعملته، فحصل لي البرء في تلك الساعة، ثم حضرنا عنده بعد تلك الليلة وقد اشتد به الضعف، فقال لجحماعة الحاضرين أنا أموت في هذه الليلة، فإذا أنا مت فلا تكفتوي إلا بأول كفن يحضر إليكم، وادفنوني تحت شباك الإمام الشافعي، ثم قال: اثتوني بالجراب، فأي بجرابه، فأخرج منه رقا مكتوبا وقال لخادمة: إذا أنا مت وتوجهتم إلى البلاد فأعطوا هذا المكتوب لولدي، فهو نسبتي للشرف وأخشى أن ينقطع نسبه، فقال لي خادمه والله لي أخدمه أربعين سنة وما علمت أنه شريف، ثم قال: سبب إرادتي دفني تحت شباك الإمام الشافعي أن لي حاحة بالاجتماع بأقوام من الأبدال يأتوا إلى
هذا الشباك، فأردث أن أجتمع هم عنده وقد حضر الأجل، فأحث أن اكون في المكان الذيي قصدت الاجتماع هم فيه، ثم قال: قوموا اخرجوا عني، فخرجنا من المقصورة وقعدنا عند المنبر بالجامع، فلم يكن إلا قريب نصف الليل أو بعده، وإذا بالخادم يصيح، فدخلنا وجدنا الشيخ قد قضي، فحصل لنا ما حصل وغطيناه وخرجنا عنه، وجلسنا إلى أن صلينا الصبح فلم نشعر إلا وباب الجامع قد فتح بعد صلاة الصبح، فدخل خادم ومملوك فسألا عن الشيخ حسين فقلنا هم قد توفي البارحة، وها هو الآن لم يدفن فقالا: لا إله إلا الله، نحن الساعة في صلاة الصبح في القلعة، ونحن نسمع إنسائا يقول: الصلاة على الشيخ البعلبكى بجامع القرافة، وكان النداء قبل فتح باب القلعة وقد أحضرنا كفنا ومؤنة الجهاز من دار السلطان من جهة أم الملك السعيد وكانت الحكاية في الدولة الظاهرية - ثم حضر في أثناء النهار جماعة من أعيان الناس والتجار بأكفان متعددة فلم
Sayfa 277