============================================================
269 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وحكى الشيخ عبد العزيزه أن أحد المشايخ تكلم كلمة أنكروها عليه، فكتب القاضي محضرا وأثبته، وجعله في صندوق على أن يشاوروا السلطان في قتل الشيخ.
فاشتد هذا الأمر على أصحابه ومريديه، فدخلوا عليه وقالوا له: أنت قاعد ساكت وقد كتبوا عليك محضرا وهم يريدون يقتلونك؟ قال: ما قلنا شيئا علينا فيه شيء ولا كذا ولا يؤاخذونا- أو كلام هذا معناه- فجعلوا على رعوسهم التراب وصاحوا واشتد بكاؤهم، فقال لهم الشيخ: أنتم تخافون من أي شيء؟ فقالواء من المحضر فقال: هذا المحضر؟ وأطلع المحضر من تحت سجادته، فخرجوا من عنده وهم يقولون إيش يبالي الشيخ؟ أخذ المحضر من الغيب.
فسمع القاضي، ففتح الصندوق فلم يجد المحضر، فقام ولبس ثيابه وجاء إلى الشيخ وقال له؛ يا سيدي، أنت أخذت هذا المحضر من الغيب؟ فقال: نعم قال: فأرني إياه، فأعطاه له فقال له القاضيء يا سيدي، هذا الكلام الذي في المحضر، أنت قلته؟
قال: الذي قلتموه أنا ما قلته. فقال: يا سيدي، أشتهي أن أكون من أصحابك فقال له: والله يا قاضي، ما أخذت المحضر خوفا على نفسي من القتل، ولأن أموت مظلوما خير لي، وإنما خفت عليك أو أشفقت عليك لئلا تعترض على فقير صاحب حال فيسلب الإيمان من قلبك كما سلبت أنا هذا المحضر من صندوقك: الشيغ أبو العسن بن العطار وحكى الشيخ عبد العزيز عن الشيخ أبي الحسن بن العطار، وكان يسمى الخحومان لكثرة فنونه في العلوم - والحرمل طائر في الغرب متلون بألوان كثيرة- وكان كبير الشأن، مبسوط المعرفة، أحواله جليلة، وكلامه ونظمه يدلان على علو شأنه.
قال: كان الشيخ أبو الحسن جالسا على دكان الخياط، وإذا بمخالط اجتاز بالشيخ، فقال له الشيخ: إيش بك يا مخالط؟ فسكت فقال: قل لي ولا تستح مني، فإني كنت مخالطا مثلك، وكشف الشيخ عن ذراعيه ليريه آثار ذلك والمخالط عبارة عن المحارف- فقال له المخالطء والله يا سيدي عندي معيشيق في البيت ولا عندي شيء، فقال الشيخ للخياط: عندك شيء تعطيه؟ فقال: يا سيدي، في البيت. فقال
Sayfa 249