============================================================
253 الوحيد في سلوك أهل التوحيد قاله غيره-: إن النار في ذلك اليوم بطل فعلها، فكانوا يجعلوها في أيديهم فلا تعمل شيئا.
الشيخ أبو عبد الله المرسي ومنهم من رأيناه الشيخ أبو عبد الله المرسي، كنت غائبا عن الأقصر وكانت الإقامة بها، فلما حضرت قال لي آخي كمال الدين: يا أخي، ورد علينا فقير وقال: (إنه رأى النبي فقال له: يا رسول الله ، الذي قيل عنك صحيح؟ فقال: وما الذي قيل عني؟ قال: "من اكل مع مغفور له غفر لهه(1)، فقال: نعم، فقلت: ومن المغفور له حتى اكل معه؟ فقال : المحد الإخميميا. قال: فرحت إليه فعرفته فبكى وأكلت معه.
قلت: فلم لا ألتث معه هذه النية؟ وقمت وبقي فقير، فمشيت من الأقصر إلى مدينة قوص ماشيا، وجئت إلى الشيخ فوجدته في مسجد بيرموق، وعنده جماعة ما اشتهيت الاجتماع به وهم عنده وأنا عاري إلا من شيء ملتحف به وطاقية على رأسي، فقعدت بعيذا والشيخ ه مد سماطا لأولئك الجماعة، وأخذ زبدية وأظنها حلاوة- فإنه كان يعمل الحلاوة كما اتفق بالعسل القصب أو بغيره، فأخذ الشيخ الزبدية وجاء إلى أن قعد أمامي ووضع الزبدية بين يدي وقال لي: أما أنا فاكل معك.
فأكلت أنا والفقير وبقي بيني وبينه صحبة إلى أن مات رحمه الله تعالى، وانتفعت به كثيرا.
وكان طريقه الخوف، وأخبريي الشيخ أبو عبد الله أنه كان في حلقة القرشي وما علمت أي قرشي هو- فقال لي: يا موسى، إذا وقف الريح يحط القلوع.
ودخلت يوما على الشيخ أبي عبد الله المرسي فوحدته قد ظهر عليه حث كثير فقلت له: ما هذا؟ فقال لي: من الخوف من الموت، فقلت له: الصالحون يخافون من الموت؟ فقال لي: يا فقيه، الرجل الصالح عندنا يسمى رجل جيد، والله يا فقيه، أقدم على شيء لا أعرفه، والله إن أمور الدنيا أكثرها ما أعرفها.
(1) ذكره العحلوني في كشف الخفا (1391/2) .
Sayfa 243