Milletlerin Kültürel Temelleri: Hiyerarşi, Antlaşma ve Cumhuriyet
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Türler
من الضروري الآن في التوراة - كما هو موضح في أسفار موسى الخمسة - الاعتقاد بوجود عهد خاص بين الرب وشعبه، بما يتضمنه ذلك من الاختيار الإلهي لليهود، وذلك العهد يتمثل في اختيار الرب لليهود وتخليصهم من العبودية في مصر من خلال معجزاته وذراعه الممدودة. أما ما كان محل اهتمام خاص من المصلحين البروتستانتيين فكان النوع الشرطي للعهد، ذلك العهد الذي يعد فيه الرب موسى على جبل سيناء بأنه في حالة التزام بني إسرائيل بشرائعه وفرائضه فإنهم سوف يزدهرون في أرض إسرائيل، أما إذا نبذوا شريعته واتبعوا أصنام جيرانهم، فسوف يعاقبون ويطردون من أرض الميعاد. وفي هذا الصدد، كان غرض الرب، كما رأينا في الفصول السابقة، هو تكوين «مملكة كهنة وأمة مقدسة» (سفر الخروج 19: 6)، ووسيلة تحقيق ذلك كانت الفصل بين بني إسرائيل وجيرانهم عبدة الأوثان، ومنعهم من أي تواصل معهم كي لا يغووهم للاشتراك في ممارساتهم «الشنيعة»، من أجل أن يجعلهم يسيرون في طريق البر والرحمة.
26
أصبح هذا النوع من العهد المشروط يلقى استحسانا خاصا لدى الكنائس المصلحة؛ لأنه بدا محاكيا لنصيبهم. فمع التحرك السريع لكل من البابا والإمبراطور لإدانة وحظر الهرطقات البروتستانتية وحرق «المهرطقين» البروتستانت في النهاية، اضطر المصلحون مرارا وتكرارا إلى الهروب والعثور على ملاذ في المدن المستقلة أمثال جنيف وزيورخ وإمدن وأمستردام. كانت محنتهم تحاكي على نحو واضح رحلات ومحن الشعب المختار الأصلي. ولم يكن ذلك مجرد تشبيه مجازي أو مطمئن؛ فقد ظهرت فكرة العهد على نحو بارز في تفكير زفينجلي وخليفته هاينريش بولينر، في حين ظل أمل «الاختيار الإلهي»، رغم كل شيء، مسألة محورية لكل المصلحين. ونشأت هذه الفكرة من اعتقادهم أنه نظرا للطبيعة الفاسدة للإنسان - وهذا تراث فكر القديس أوغسطينوس وقراءته لرسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية - فإنه من خلال الإيمان بالمسيح فقط وليس أعمال الإنسان يمكن الأمل - من خلال نعمة الرب - في منع القرار الفظيع المتمثل في الهلاك الأبدي. يرى كالفين أن العناية الإلهية أصبحت حقا أكثر أهمية. والسبب في ذلك يرجع إلى أنه على الرغم من قرار التعيين السابق المزدوج الذي بموجبه يحدد مصير البشر مسبقا منذ الميلاد أو قبل ذلك، فالاحتمال قائم دائما في اختيار المرء ليحصل على الخلاص عن طريق نعمة الرب، ويصبح واحدا من المختارين.
27
بطبيعة الحال، فإن «الاختيار» في العقيدة الكالفينية لا يحمل المعنى نفسه الموجود في مفهوم «الاختيار» المذكور في الكتاب المقدس. إلا أنه مع مرور الوقت، ساهمت الضغوط الخارجية، بالإضافة إلى المخاوف الداخلية، في جعله أكثر قربا من المثال المذكور في الكتاب المقدس؛ فمن ناحية، رأى المصلحون البروتستانت، لا سيما كالفين، في الكتب المقدسة - العهد القديم والعهد الجديد - كلمة الله الكاملة. وهذا يعني أنه فقط من خلال القراءة الدقيقة لكلمة الله، كما أوحاها في الكتاب المقدس، يمكن للمسيحي الحقيقي فهم العالم والحفاظ على إيمانه، وتضمن هذا على نحو واضح التاريخ المقدس لمعاملات الرب مع شعبه المختار. انجذب كالفين نفسه إلى تشبيه إسرائيل القديمة بأنها أمة مختلطة صاحبة عهد، أي أنها أمة تضم أولئك الذين استمعوا لكلمة الرب وأولئك الذين رفضوها. ومن خلال التوبة عن خطاياهم وعيش حياة الإيمان والتقوى في مجتمع يطيع شريعة الرب الموضحة في أسفار موسى الخمسة، يمكن لأعضاء الكنائس المصلحة أن يأملوا في أن يجدوا علامات نعمة الرب وحتى الاختيار الإلهي. بالإضافة إلى ذلك، فأولئك الذين ظنوا أنفسهم من المختارين سوف يرغبون، كنوع من الامتنان والحب للرب، في أداء أفعال فاضلة؛ لذلك، فإن حياة العهد يمكن أن تمنع الناس من اللاناموسية التي أحاطت بقرار التعيين السابق، وتجيب عن سؤال محير يتمثل في السبب في ضرورة أن نكون أتقياء من الأساس. من ناحية أخرى، فإن ما كان في الأصل إصلاحا موجها لإيمان الأفراد أصبح أيضا على نحو متزايد مهمة لتكوين مجتمعات مصلحة - كنائس، واجتماعات سرية، ومدن، بل حتى أمم - وهذا كما قلت نتيجة لحملات الاضطهاد والمحاكمات التي طالما واجهها المصلحون وكنائسهم، والتي بدت مشابهة كثيرا لمعاناة ومحن اليهود القدماء المدونة في أسفار موسى الخمسة. ومن هنا كان الاهتمام المتزايد بالاختيار الجمعي وبمكانة الأمة المختارة، حتى لو كان ذلك الاختيار مجرد «اختيار عام» كما سماه كالفين، وحتى داخل تلك الأمة، والأتقياء وحدهم قد يحققون «قدرا ثانيا من الاختيار أكثر محدودية». ورغم ذلك، في هذا الصدد أيضا، كانت توجد سابقة واضحة في الكتاب المقدس. ألم يندد أنبياء إسرائيل القديمة ويهوذا القديمة بخطايا الشعب وتحدثوا عن فداء وإعادة بقية من الشعب هم فقط الذين سينجون من غضب الرب إذ يعتقد أنهم من الأبرار؟ استخلص المصلحون من هذا أنه على الرغم من أن كل الشعب قد يدخلون أرض الميعاد، فإن أولئك فقط الذين التزموا بشريعة الرب على نحو صارم وخضعوا لقانون عام للانضباط الأخلاقي يمكنهم أن يأملوا في علامات الاختيار الأكثر «محدودية».
28 (4) العهد والإصلاح في اسكتلندا وإنجلترا
أصبحت هذه هي حال الكثير من المصلحين الكالفينيين في أواخر القرن السادس عشر وفي القرن السابع عشر. على سبيل المثال، تأسس أول عهد في اسكتلندا في أواخر عام 1557، إلا أن الإصلاح لم يتمكن من القيام بثورة ضد حكومة الملكة الكاثوليكية الغائبة ماري ستيوارت، وتبني اعتراف الإيمان الكالفيني وكتاب مبادئ الإصلاح الكنسي حتى عامي 1559 و1560. يقول نوكس في كتابه «تاريخ الإصلاح في اسكتلندا» الذي كتبه في ستينيات القرن السادس عشر إن الكنيسة الاسكتلندية كانت «أنقى وأفضل كنيسة بروتستانتية مصلحة.» ومن ناحية أخرى، تحسر على فشل البروتستانت في إنجلترا واسكتلندا في التوحد تحت قيادة أمير تقي مثل الملك داود، مستخدما تشبيه انحدار مملكة إسرائيل القديمة وانقسامها إلى مملكتي إسرائيل ويهوذا.
29
رغم ذلك، فإن عقيدة العهد لم تحصل على ما تستحق إلا بحلول ثمانينيات وتسعينيات القرن السادس عشر من خلال الكتابات السياسية لروبرت بروس وجون ديفيدسون. وقد قدم روبرت رولوك عميد جامعة إدنبرة نسخة من العهد أكثر عقائدية وكالفينية من خلال كتابه «عهد الأعمال». وفي هذين العقدين أيضا تجدد العهد القومي عدة مرات، وفي القرن التالي أصبح سمة أساسية في الحياة السياسية الاسكتلندية؛ لذلك، جرى تجديد العهد القومي عام 1638، ردا على محاولات الملك تشارلز الأول لإحداث توافق في الممارسة الدينية في اسكتلندا وإنجلترا، بقسم عام للغاية لمواجهة دفاع الملك «دفاعا وحفاظا على ما جاء ذكره آنفا عن قوانين المملكة وحرياتها ودينها الحقيقي.» وفي الوقت نفسه، كان لزاما على كل من أقسم اليمين أن يتصرف «بما يليق بالمسيحيين الذين جددوا عهدهم مع الرب.»
30
Bilinmeyen sayfa