Milletlerin Kültürel Temelleri: Hiyerarşi, Antlaşma ve Cumhuriyet
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Türler
إلا أن هذا الأمر كان أكثر من مجرد خلاف عرقي جغرافي بسيط؛ فكما أوضحت المناورة في المجالس، كان أيضا مبدأ سياسيا ووسيلة لكسب النفوذ نيابة عن الممالك. ولم تكن الممالك نفسها هي الجديدة، بل كان الجديد هو تفتت العالم المسيحي، وازدواجية سلطته، الروحانية والدنيوية، المتعلقة بنطاق الكنيسة والإمبراطورية؛ مما أسفر عن تزايد القوة التي آلت إلى الأجزاء والإمارات والممالك والدول المدن المكونة للعالم المسيحي.
18
ومع خسارة النفوذ الكنسي المقيد، أصبح التنافس بين الدول الأوروبية أكثر شدة واتساعا، لا سيما عندما فتحت الرحلات البحرية الاستكشافية آفاقا جديدة شاسعة للاستغلال والغزو الأوروبي. وداخل أوروبا، لم يتزايد الصراع بين إنجلترا وفرنسا فحسب، بل بين الدنمارك والسويد وإسبانيا وهولندا، ولاحقا بولندا وروسيا، وكانت إيطاليا المقسمة وألمانيا ساحتي قتال لتدخل القوى الكبرى. وتطلبت هذه الحرب الممتدة قدرا أكبر من تركيز الموارد من قبل الدول التي يحكمها الأمراء، بالإضافة إلى المزيد من الجيوش المحترفة والتكنولوجيا الحديثة، وهذا تطلب بدوره مزيدا من التمويل الطويل الأجل، من قبل التجار المصرفيين الجدد بالأساس، أمثال عائلة ميديتشي وعائلة فوجر. وعلى الصعيد السياسي، تطلب ذلك أيضا أن يمارس الملوك قدرا أكبر من السيطرة على أراضيهم، ومن ثم تقوية الدولة المتوارثة في المقام الأول، وهذا هو ما حدث في إنجلترا في عهد الملك هنري الثامن وفي روسيا في عهد إيفان الرابع. بل يستطرد أنتوني ماكس أكثر فيوضح أن الملوك اضطروا إلى دعم حكمهم ليس فقط من خلال أفكار الملكية المقدسة والحق الإلهي للملوك، بل أيضا من خلال حشد الرعايا نيابة عن الدولة، وذلك لكي يحتفظوا بالسلطة في مواجهة المعارضة العنيدة غالبا من قبل النبلاء ورجال الدين الأقوياء. وهذا بدوره كان يعني اتباع سياسات تحقق التجانس بين سكان المملكة، ونظرا لأن الدين كان المحور الأساسي للوحدة والشقاق في مجتمع أوائل عصر الحداثة، فقد سعى الملوك إلى استبعاد كل أولئك الذين لا يدينون بالدين السائد ودين الأغلبية في الدولة، على أمل أن يجعلوا مجتمعاتهم أكثر تماسكا من خلال مبدأ «القومية» الاستبعادية؛ ومن ثم، كان طرد اليهود والمسلمين من إسبانيا والبرتغال في بداية القرن السادس عشر، والحروب الدينية في فرنسا، وطرد البروتستانت في نهاية المطاف بعد إبطال مرسوم نانت عام 1685، والعداوة المستمرة تجاه الكاثوليك واضطهادهم على فترات متقطعة في إنجلترا في الفترة من أواخر القرن السادس عشر وحتى القرن الثامن عشر.
19
تبدو هذه الأطروحة جذابة من الوهلة الأولى؛ إذ يبدو أنها مرتبطة بالمظاهر المتعددة التي تبين إحساس النخبة بالهوية القومية التي رأينا ظهورها في أجزاء مختلفة من أوروبا في أواخر العصور الوسطى وأوائل عصر الحداثة، وتبين احتياجات واستراتيجيات النخب الحاكمة في هذه الفترة التي تميزت بالاضطراب الديني والانقسام السياسي. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تبرز تزايد أقلمة الارتباطات والقوة من خلال ربطها بمناطق معينة ومجتمع بعينه، وكذلك النتائج المختلفة في الدول الثلاث - إسبانيا، وفرنسا، وإنجلترا - التي يحللها أنتوني ماركس. بالتأكيد، فإن بعض العمليات على الأقل المسئولة عن تكون الأمم، التي تتضمن تكوين ثقافات عامة مميزة، وبناء أساطير مختلفة للأصل المشترك وللاختيار الإلهي للشعوب، كانت متقدمة كثيرا في هذا العصر. ورغم ذلك، فإن زعم ماركس القائل إن كل هذه الأمور أسفرت عن «قومية استبعادية» لأول مرة، قبل الثورة الفرنسية بقرنين، يبدو أقل مصداقية؛ فمن ناحية لم يكن استبعاد الأقليات، سواء المنشقون المسيحيون أو اليهود، بجديد؛ فقد كان الاضطهاد والطرد شائعين في أوروبا في العصور الوسطى منذ الحروب الصليبية. كذلك فإن إثارة حماس الأغلبية الدينية لها تاريخ طويل، وكانت تلبي مجموعة من الاحتياجات السياسية، لدى الملك والكنيسة والنبلاء والتجار الحضريين والفلاحين. ومن ناحية أخرى، فإن الحالات التي يقارنها ماركس مختلفة كثيرا في سياقاتها ونتائجها. لا يبدو أن إسبانيا، على وجه الخصوص، قد حققت «التجانس» القومي، ولا قدرا كبيرا من الوحدة بعد طرد اليهود والمسلمين، ولا يبدو أن عمليات الطرد نفسها أثارت قدرا أكبر من الهوية القومية والترابط القومي في شبه جزيرة لطالما كانت مقسمة بين الممالك التاريخية والمجتمعات العرقية. وربما يرتبط ذلك أيضا بنجاح البيت الحاكم في تكوين إمبراطورية على نحو سريع «قبل» أن يتمكن الإحساس الواسع الانتشار بالهوية القومية من أن يصبح راسخا بين النخب.
20
إلا أنه ثمة اعتراض أكثر جدية على أطروحة ماركس. يعرف ماركس القومية بأنها: «شعور جمعي أو هوية جمعية تجمع وتربط الأفراد الذين يتشاركون في إحساس بتضامن سياسي واسع النطاق يهدف إلى خلق دول أو إكسابها الشرعية أو تحديها»، مضيفا أن هذا في الغالب يكون «مدركا أو مبررا بإحساس بالشراكة التاريخية التي تحقق التماسك بين السكان داخل الأرض وتميز المنتمين إليها عن غير المنتمين.» وهذا التعريف المدني والسياسي في جوهره يربط الهويات والمشاعر الشعبية بالدولة، وليس الأمة؛ لأن القومية بالنسبة إلى أنتوني ماركس - وبالنسبة إلى كثير من الحداثيين - لا تكون مهمة إلا بقدر ارتباطها بدولة ما، سواء أكانت تدعم تلك الدولة أم تعارضها. ومن ناحية أخرى، فبينما يشير مفهوم الدولة إلى مجموعة «مؤسسات» مستقلة تمارس احتكارا لسلطة القهر وانتزاع الموارد على نحو شرعي في أرض معينة، فإن مفهوم الأمة يشير إلى فئة من الهوية الثقافية الجمعية وعلى نموذج تاريخي ل «مجتمع» (متخيل، لكن يشعر به أفراده ويرغبون فيه). ونتيجة لذلك، فإن القومية تتعلق بأمر فعال وشمولي وهادف ومتنوع بثراء كبير مقارنة بما يصفه ماركس. وهذا يشير إلى أننا نحتاج إلى البحث عن عوامل أيديولوجية إضافية، علاوة على منافسة الدول أو استراتيجيات النخب أو تنافس الدول على الأسواق الخارجية، لتفسير الرؤية الفعالة والقوة المحركة للقومية.
21 (3) الإصلاح والعهد
أين يمكننا أن نبحث عن هذه العوامل الأيديولوجية؟ بالنسبة إلى بعض المنظرين، فإن تلك العوامل توجد ضمن تقاليد الإيمان المسيحي. أوضح إيلي كادوري أن القوة الهدامة الثورية للقومية يمكن أن ترجع إلى تراثها الألفي في العصور الوسطى، إلى حركات اللاناموسية المتعلقة بالنبوءة الرؤيوية المسيحية، بداية من يواكيم الفيوري وحتى حركة تجديد العماد. وفي هذا الصدد، تتمثل المشكلة في أن الحركات الألفية تميل إلى الاختفاء من هذا العالم، وتكون قصيرة الأجل على نحو يحول دون تكوين أيديولوجية وثقافة للقومية الدنيوية. وعلى صعيد آخر، يبحث أدريان هستنجز عن أصول القومية في قبول المسيحية للعامية، لا سيما في ترجمات الكتاب المقدس، بالإضافة إلى ميل المسيحية إلى تبني النموذج السياسي للأمة الأحادية من العهد القديم، الذي قبلته، رغم كل شيء، وعدلته وفقا لأغراضها. رغم ذلك، فعلى مدار معظم القرون الوسطى وما بعدها، كانت الطقوس المسيحية تقام باستخدام اللغات العالمية، اللاتينية واليونانية، مع وجود استثناءات كما في حالة الأرمن والجورجيين، ولم تبدأ ترجمات الكتاب المقدس في الظهور في الغرب إلا في أواخر العصور الوسطى.
22
Bilinmeyen sayfa