Milletlerin Kültürel Temelleri: Hiyerarşi, Antlaşma ve Cumhuriyet
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Türler
عندما حجم الاستقلال اليهودي في أواخر القرن الأول، في البداية على يد هيرودس الأول وأسرته، ثم على يد الوكلاء الرومان المتعاقبين، لينتهي أخيرا بعد سقوط أورشليم عام 70 بعد الميلاد، حفظ الحاخامات الذين خلفوا الفريسيين المثال العهدي والتوراة في أكاديمياتهم في يبنا والجليل. إلا أن تقاليد المسيحانية وملوك سلالة داود، التي روج لها حزب زيلوت بين الآخرين، أصبحت بحكم الضرورة أكثر خفية ورمزية، لا سيما بعد فشل ثورة بار كاخبا في يهودا في الفترة ما بين 132-135 بعد الميلاد. في الوقت نفسه، أصبحت عناصر من مثال العهد والتقليد المسيحاني المتمثل في ملوك سلالة داود شائعة في المسيحية القديمة جنبا إلى جنب مع الكتاب المقدس العبري الذي اعتبرته الكنيسة القديمة «العهد القديم» وأعادت تفسيره وفقا لمعتقداتها الدينية. وبصفة خاصة، أخذت الكنيسة دور الشعب المختار ورأت نفسها «إسرائيل الحقيقية»؛ لأن الرب الآن سحب نعمته من الشعب اليهودي؛ لأنهم رفضوا الزعم المسيحاني الذي جاء به المسيح. إلا أنه بسبب عدم وجود نموذج سياسي واضح للمجتمع في العهد الجديد عادت الكنيسة، فضلا عن الأمراء المسيحيين فيما بعد، إلى معتقد الملوك المقدسين الممسوحين، لا سيما بعدما اعتنق قسطنطين وخلفاؤه المسيحية، وعدلوا فيها، لتكون الدين السائد في الإمبراطورية الرومانية؛ لذلك، أمكن من خلال المسيحية في الأساس استخدام تقاليد الكتاب المقدس في تكوين الثقافات العامة والمجتمعات في العصور الوسطى.
11
كما رأينا، لم يظل النموذج العهدي منفردا؛ فإمكانية دمجه مع التقاليد الهرمية واضحة تماما، لكن هل من الممكن أيضا مزجه بالشكل الجمهوري من الثقافة العامة؟ من الناحية النظرية، بدا أن ثمة هوة لا يمكن رأبها بين العهد الإلهي الذي وجد في يهوذا القديمة وبين عقد المواطنة المدني الذي يميز النموذج الجمهوري. أما من الناحية العملية، فقد تمكنت مجتمعات مختلفة من تكوين ثقافات عامة قائمة على أكثر من مبدأ. وبالفعل في إسرائيل القديمة ويهوذا القديمة ظهرت فكرة العهد المزدوج، بين الرب وشعبه، وبين الملك والشعب، واستخدمت مرة أخرى بعد حوالي ألفي سنة في أوروبا في بداية الحداثة. يمكن أن تشمل هذه الفكرة العقود بين المواطنين والحكام على سبيل المثال في كثير من المجتمعات المستقلة في الإمبراطورية الرومانية المقدسة. بالمثل، كان لأداء القسم بين الكانتونات داخل «الاتحاد السويسري القديم» بعد مقدس، وكما سنرى، حتى الجمهوريات الحديثة لم تتخل بالكامل عن عناصر العهد المقدسة.
12
إلا أنه حتى لو لم تكن الأشكال الثلاثة الرئيسية للثقافة العامة متعارضة، فإن معظم الحالات التاريخية التي صادفناها كانت نوعا «مختلطا»، والتمييز التحليلي يظل مفيدا في التصنيف المبدئي للأشكال الثقافية للأمم؛ ذلك أنه يطلعنا على الخصائص السائدة في كل حالة. لذلك، وعلى الرغم من هذه المحاذير، فإنه من الممكن ومن المفيد الحديث عن «الأمم الهرمية»، و«الأمم العهدية» و«الأمم الجمهورية المدنية»، وتحديد انتشارها في فترات معينة، حتى لو كانت الأمثلة التي توضح النوع الخالص للأمة قليلة، وحتى لو كان نوع الثقافة العامة المذكور لا يمكن حصره في فترة تاريخية معينة. في هذا الفصل، سأركز على الشكل الهرمي من الثقافة العامة، وسوف أتساءل إلى أي مدى يمكننا البدء في الحديث عن «الأمم الهرمية» في العصور الوسطى، مقارنة بالحقبة الحديثة. وفي الفصول اللاحقة، سأتناول نشأة الأمم الهرمية والأمم الجمهورية وشخصيتها في الفترات اللاحقة، ودور القومية في تطوير كل منهما . (3) الهرمية والأمة في الشرق الأدنى وروسيا
في الشرق الأدنى، شهدت أواخر العصور القديمة صراعا مطولا على السلطة بين القوى الهلينستية والإمبراطورية البارثية، وبين الإمبراطورية الرومانية وإيران الساسانية فيما بعد. وجميعها إمبراطوريات أرستقراطية كلاسيكية قائمة على مبادئ هرمية واضحة، وعلى هذا النحو تبدو بعيدة عن أي مفهوم للأمة، سواء كان مفهوما عرقيا ثقافيا أو عرقيا سياسيا. إلا أننا حتى في هذا الصدد يمكننا ملاحظة تطور بعض العمليات المؤدية إلى تكون الأمة، لكن في نطاق محدود للغاية، وفي فترات معينة فحسب.
في نقش في حاجي آباد، كما في ذلك النقش الموجود على النحت البارز الصخري في نقش رجب، يبين سابور الأول الملك الساساني العظيم، الذي عاش في القرن الثالث، الهرمية على نحو واضح في أوج إمبراطوريته، فيقول:
هذا هو مدى السهم الذي أطلقناه، نحن الإله سابور عابد مازدا، ملك ملوك إيران وغير إيران، سليل الآلهة، ابن الإله أردشير عابد مازدا، ملك ملوك إيران، سليل الآلهة، وحفيد الإله بابك الملك. وعندما أطلقنا هذا السهم، كنا نرمي أمام الملوك (أصحاب الأراضي؛ «سرداران»)، والأمراء (فاسبوران)، وكبار النبلاء (فوزوران)، والنبلاء (آزادان).
بعيدا عن مبدأ الهرمية الواضح المتمثل في الطبقات الأربع المتمثلة في الكهنة والمحاربين والكتبة والعوام، ميز سابور حكمه عن حكم والده وسلفه أردشير من ناحية امتداد إمبراطوريته؛ فبينما كان حكم أردشير مقصورا على إيران، شملت إمبراطورية سابور بلدانا غير إيرانية، أي أقاليم أخرى. ويوضح فيزهوفر أن هذه هي المرة الأولى التي يرتبط فيها اللقب المعتاد للحاكم الإيراني «ملك الملوك» بإيران:
اخترع الساسانيون فكرة إيرانشهر (إمبراطورية الآريين) كمفهوم سياسي يرمي - ضمن مجموعة من الأهداف الأخرى - إلى ترسيخ شرعيتهم كورثة للإمبراطورية الإيرانية الكبيرة القديمة التي كانت ل «أسلافهم» (الأخمينيين)، وكخلفاء للملوك الأسطوريين القدماء، وكأتباع للعقيدة الزرادشتية التي كان لها جذورها في إيران. أما الهدف الآخر، فكان تكوين «هوية» جديدة لأنفسهم وللشعوب الخاضعة لهم باستخدام مفهوم إيرانشهر كموطن سياسي وثقافي لكل الذين يعيشون هناك، ومن خلال ربط ذلك المفهوم بماض سحيق للغاية.
Bilinmeyen sayfa