٧٨ - ولأبي إسحاق هلال الصابئ (١) ابتداء رسالة: أمّا بعد، فإنّ لله قضايا نافذة وأقدارا ماضية فيهنّ النّعم السّوابغ والنّقم الدّوامغ، فأمّا النّعم فإنه يؤتيها عباده أجمعين بادئة، ثمّ يجزي بها الشّاكرين عائدة؛ وأمّا النّقم فلا تقع سلفا وابتداء لكن قصاصا وجزاء بعد إمهال وإنظار، وتحذير وإنذار؛ وإذا حلّت بالقوم الظّالمين فقد طوي في إثباتها صنع لآخرين معتبرين.
٧٩ - وقال عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه: الشّكر أمنة من الزّوال، وجنّة من الانتقال.
٨٠ - وقيل: الشّكر يتمّ النّعم.
٨١ - وقال الصّابئ: الشّكر قيد النّعم وشكالها (٢)، وحبسها وعقالها.
٨٢ - وقال: موضع الشّكر من النّعمة موضع القرى من الضّيف، إن وجدته لم ترم، وإن فقدته لم تقم.
٨٣ - وقال إسحاق الموصلي (٣): العفاف زينة الفقر، والشّكر زينة
_________
(١) كذا في الأصل وأبو إسحاق هو إبراهيم بن هلال سبقت ترجمته صفحة (٣٦) أما هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال، أبو الحسن فهو حفيد أبي إسحاق. صاحب الرسائل المشهورة، أسلم في آخر عمره، وحسن إسلامه، قال عنه الخطيب البغدادي: كان ثقة صدوقا. تاريخ بغداد ١٤/ ٧٦، ووفيات الأعيان ٦/ ١٠١، ومعجم الأدباء ١٩/ ٢٩٤.
(٢) الشّكال: العقال والحبل. اللسان (شكل).
(٣) إسحاق بن إبراهيم النّديم الموصلي الإخباري، الإمام العلامة، صاحب الموسيقا والشعر الرائق والتصانيف الأدبية مع الفقه واللغة، وأيام الناس، والبصر بالحديث. قال المأمون: لولا شهرة إسحاق بالغناء، لوليته القضاء. سير أعلام النبلاء ١١/ ١١٨. .
1 / 44