Arap Edebiyatçılar Abbasi Dönemi
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Türler
ولكن ليس لشعره على الإجمال ديباجة؛ لأن انصرافه إلى توليد المعاني واستخراجها من أبعد قراراتها، ثم اهتمامه باستيفائها وشرحها، جعله يهمل اللفظ فما يحفل به، فإذا هو لا يعنيه إلا أن يظفر بالمعنى الطريف سواء أفرغ في القالب الجميل أو لم يفرغ، فرويت له أبيات ضعيفة البناء لا روعة فيها ولا رونق، تخلو ألفاظها من الموسيقى الشعرية، فما تهتز لها ولا تطرب. ولولا حسن معانيها لكانت خليقة بالإغفال.
وإهماله اللفظ جعله لا يحتفل بالزخرف والتزويق، فاقتصد في استعمال البديع، وفي طلب التشابيه والاستعارات، فعرف له منها شيء قليل بالإضافة إلى كثرة شعره، ولكن قليله جيد رائع. وأجوده ما جاء من التشابيه بصورة المركب التمثيلي، فإنه غاية في الإبداع. وأكثر من استعمال الغريب لطول نفسه، ثم لركوبه القوافي الغليظة كالثاء والخاء والشين والضاد وما أشبه، فإنه كان يرى أن المدح تسقط قيمته إذا سلكت إليه القوافي السهلة. ثم لاقتداره على ضروب الكلام، فإن تضلعه من اللغة جعله ينتقي اللفظ المؤدي حقيقة المعنى، ولو كان غير مأنوس، وكثيرا ما يعمد إلى تحليل الألفاظ والتلاعب بمعاني مشتقاتها فيغث بيانه وينضب ماؤه.
على أن غريبه لم يورث شعره غموضا لسهولة تعبيره ووضوحه، وسلامة ألفاظه من التداخل. ولم يؤثر فيه الأسلوب المنطقي كما أثر في شعر أبي تمام؛ لأنه لم يعتمد الأدلة العقلية العويصة، بل تناول منها أقربها سبلا، وتولى في نظمه شرحها وإيضاحها. ولم يجار الطائي في التزام البديع، والإفراط في التجنيس والمطابقة، فيقع في التعقيد مثله ويصعب على الناس فهمه.
وعلى الجملة فابن بالرومي أطول الشعراء نفسا، وأكثرهم اختراعا للمعاني، واستيفاء لها، وأبعدهم نظرا في وصف دقائق الأشياء، وأقربهم إلى وحدة الموضوع. وأبرع من صور الأخلاق والصفات، وجعل لمهجويه تصاوير هزلية مضحكة، وأصدق مؤرخ لحياته في ملذاتها وأفراحها، وفي مكارهها وأحزانها. ولئن أهمله عصره، ولم يقدره حق قدره، لقد كان على الرغم من عصره في طليعة الشعراء المولدين.
هوامش
الفصل السادس
الكتاب المولدون
العصر الثاني (1) ميزة النثر
ليس في ميزة النثر ما يدعو إلى فصل هذا العصر عن الأول، فأسلوب الرسائل بقي على حاله لم يتبدل فيه شيء إلا ما كان من ازدياد التزيين والسجع، وهذا طبيعي قضت به سنة النشوء والارتقاء، كما قضت بتقدم فن التصنيف وشيوعه عند الكتاب. وفي هذا العصر تمت السيادة لأسلوب الجاحظ، وما الجاحظ إلا من كتاب العصر الأول عاش فيه معظم عمره، وصنف فيه أكثر كتبه وأشهرها. ولم يعش في الثاني إلا عشرين سنة ونيفا مضى به نصفها الأخير وهو مفلوج مقعد ليس به غناء، فالعصران عصر واحد في الأدب شعره ونثره وإن فصلتهما السياسة. (2) الجاحظ 775(؟)-868م/159(؟)-255ه
1 (2-1) حياته
Bilinmeyen sayfa