95

Talib'in Hediyesi

تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

Araştırmacı

عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

Yayıncı

دار العصمة

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤١٠ هـ/١٩٩٠م

وهذا أوضح من أن يحتاج لتقرير، وأظهر من أن يتوقف على كشف وتفسير. فإن العربي سليم الذوق والفطرة يعرفه١ بعربيته وفطرته، وجميع المفسرين يقررون هذا بضروب من العبارات والتقريرات، ويفهمها الذكي، ومَنْ خَصَّ الأصنام في بعض المواضع فهو لا يمنع أنها عبدت باعتبار من هي على صورته. وقد ذكر هذا ابن كثير في "تفسيره" وذكره غيره من أهل العلم. وقد كذب هذا عليهم، نسبهم إلى الجهل، كما كذب على الله ورسوله، قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ . [الزمر:٦٠] . وأيضًا فقد٢ قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ . [الأنبياء:٢٥] . فإن نازع هذا في عموم النفي فهو على مذهب من قال: (أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لشيء عجاب) . وإن سلم العموم، وزعم أن دعاء الصالحين ونداءهم٣ ليس بعبادة ولا دعاء فقد خرج عن المعقول والمنقول، وأتى بجهالة حمقى، خرج بها عَمَّا قاله جميع أئمة العلم والهدى.

١ في: "ب" و"جـ" وط: آل ثاني: (يعرف) . ٢ في "أ": "قد". ٣ في النسخ الخطية: "دعائهم".

1 / 100