ودخلت سنة النتين وسبعين وستمائة:
فيها توجه السلطان إلى الشام وصحته حماعة من أمرائه لأن الأخبار كانت قد تواترت بأن أبغا ملك التتار قد تحرك إلى البلاد الشامية. فنزل العساكر مسترحة بالديار المصرية ، وخرج يتفسه ليتصفح الأحوال ويستوضح حقيقة ذالك المقال، فاتفق تواتر الأخبار عليه وهو فى الطريق بصحة حركة القوم ، فبادر فى ذاك اليوم، وأرسل يستدعى العساكر بالير داء، ورسم بإحضار القرباء منهم والبعداء وخرجوا صحبة الأمير بدر الدين الخزندار نائب السلطنة، ووظف على القرى والضياع خيالة يقيمونها، ويقومون بكلفتها مقدار أحوالهم . ووصل إلى دمشق، ولما وصلت العساكر من الديار المصرية إلى يافا، خرج السلطان وعاد إليها ورسم لهم بالنزول فيها، ورتب أحوالهم ثم عاد إلى دمشق، فوصل إليه الأمير شمس الدين بهادر ابن صاحب شميصات هاربأ من التتار، وذلك أنه كاتب السلطان مناصحا، فأطلعوا الستار على أمره فأمسكوه وأرسلوه إلى الأردوا، فهرب وقصد الأبواب السلطانية ، فأحسن السلطان إليه وأكرمه وأعطاه إمرة بعشر ين فارسأ بالديار المصرية . وفيها عاد أمير من أمراء العربان اسمه عمرو بن مخلول من بلاد التتار، وكان قد أجرم جرءا أوجب اعتقاله فى قلعة عجلون، فتحيل وهرب إلى هناك، ثم أرسل يسأل الأمان ليعود إلى بلاده. فأبى السلطان (عليه وقال : ليس له عندى أمان إلى أن يعود إلى محبسه ويضع الطوق كما كان فى عتقه . فعاد إلى عجلون ال و دخل إلى المكان الذى كان معتقلا فيه وجعل الطوق فى عنقه كما كان عليه،
Sayfa 78