التتار الواصلين إلى البيرة وكيف بادر السلطان إليهم واستظهرت العساكر عليهم ، وكيف كان قطع الجيوش بحر الفرات من غير توقف ولا التياث فاثنى الحاضرون فى ذلك المحلس على المخدوم، وقالوا لقد كشف بإقدامه عمائم الغموم وهماهم الهموم وكان له السبق فى السبح والهجوم ، فأمن السلطان على كلامهم وأثنى على مقامه ذلك ومقامهم ، وأنعم عليه بثلاثة آلاف ديتار وفرس من خيار الخيل بسرج فهب ، وتشريف كامل مزركش الكلوتة والطرز، وجوشن عليه من السقط الذب آلف دينار، وخرذة وسيف محلى بالدهب . فكان تقدير هذه المنحة فى ساعة واحدة (خمسة آلاف دينار عينا. ولما تراضعوا كؤوم القمز، ناول السلطان هنابامملوءا للأمير عز الدين الدمياطى، فتأمله وقال: با خوند، شينا وشاب نييذنا، وغنت الشعراء وترثمت الآنسات ، فكان مما تغنوا به هذه الأبيات :
زعمت بنو قاقان أن خيولنا
تخشى العبور إليهم فى الماء
فأتوا إلى شاطى الفرات وطلبوا
مستجمعين آتوا من البيداء
وافاهم جيش النبى يقوده
ملك الزمان الظاهر الآلاء
بعصاتب سود عليها رنكه
أسد فرسن قوارس الهيجاء
خاض الفرات سباحة للقائهم
بذوابل وشوارب جرداه
فانفض جيشهم وولى هاربا
وتفرقوا بالغارة الشعواء
وغدت سيوف المسلمين خضيبة
من ها مهم عند الوغى بدماء
فالله بقيه وبنصر عزمه
فى كل صبح واضبحع ومساء
ولم يبق ممن جمعه ذلك المجلس إلا من شمله إنعاما وناله افتقادأ وإكراما . وهذه شيمة الملوك الأكابر، وذخيرتهم الإحسان وهو نعم الذخائر وانصرف المخدوم الشهيد محبوا محبورا ممدوحا مشكورا يسحب آذيال الفخار.، وتنقل بين بدر النضار وقد امتطى صهوة الحواد المنعم به عليه . ورنت ولم تزل عين العز ترنو إليه . وفى هذه السنة، تسلم السلطان ما كان تأخحر تسليمه من حصون الدعوقولم يبق للاسماعيلية ناد بدار التدوة . وفيها كانت وفاة المغيث بن العادل.
Sayfa 77