وقال دي فو: «إن الفارس الكريم الذي سوف يشترك في النزال غدا يرجو أن يعرف إن كان يجوز له هذه الليلة أن يقدم ولاءه لمتبوعه المليك.»
فقال الملك باسما: «وهل رأيته يا دي فو؟ وهل عرفت فيه صديقا قديما؟»
فأجابه دي فو «أقسم بسيدة «لانركست» إن بهذه البلاد من المفاجآت والتغييرات الكثيرة ما يضطرب له عقلي الضعيف. والله ما كدت أن أعرف السير كنث الاسكتلندي حتى جاءني كلبه الصالح، الذي لبث تحت رعايتي زمنا قصيرا، وتمسح بي، وحتى حينئذ ما عرفت الكلب إلا باتساع صدره واستدارة قدمه وأسلوب نباحه، فلقد كان الكلب المسكين مصطبغا بالألوان كعاهرات البندقية.»
فقال الملك: «إنك في معرفة الحيوان أحذق منك في معرفة الرجال يا دي فو.»
فقال دي فو: «لا أنكر. كثيرا ما ألفيتهم أكثر الفريقين أمانة وإخلاصا، وفوق ذلك فإن جلالتك قد يسرك أحيانا أن تدعوني بالوحش، وفضلا عن هذا فإني أخدم الأسد الذي يعترف له الرجال جميعا بأنه ملك الوحوش.»
فقال الملك: «أقسم بالقديس جورج إنك حقا هنا قد كسرت رمحك على جبيني (أي غلبتني)، لقد كنت أبدا أقول إن لديك شيئا من الفطنة يا دي فو. ولكن ينبغي للمرء أن يضربك بالمطرقة قبل أن يتطاير منها الشرر، أما هذا الترس ... قل لي هل الفارس الكريم كامل التسليح والعدة؟»
فأجابه دي فو: «أجل، مولاي، وإنه لكامل النبل كذلك. إني أعرف الدرقة جيدا، إنها تلك التي قدمها إلى جلالتك رسول البندقية قبل مرضك بقليل نظير خمسمائة بيزنطة.» «ويقينا لقد باعها السلطان المشرك وربح فيها بضع دنانير وتسلم الثمن فورا؛ والله إن أهل البندقية هؤلاء ليبيعن القبر المقدس ذاته!»
فقال دي فو «إن الدرقة لن تحمل في أمر أنبل من هذا.»
وقال الملك: «والفضل في هذا لنبل العربي لا لجشع البندقي.»
فقال دي فو وهو قلق: «إني لأرجو الله أن تكون جلالتك أشد حذرا، وها نحن وقد هجرنا أحلافنا لإساءة لحقت بهذا أو بذاك؛ إنا لا أمل لنا في النجاح برا، وإذا اشتبكنا مع الجمهورية البرية البحرية فسوف نفقد سبيل التراجع بحرا.»
Bilinmeyen sayfa