فأجابه دي فو قائلا: «هل تقول عنه يا مولاي إنه قس معتوه؟ والله إني لإخاله أشبه ما يكون ب «العمدان» نفسه حينما خرج من القفر مباشرة، لقد اعتلى آلة من الآلات الحربية، وأخذ من فوقها يعظ الجند موعظة لم ينطق بها منذ بطرس الناسك إنسان، وقد ذعر المعسكر من صياحه، فتجمع الخلق حوله ألوفا ألوفا، وهو بين الحين والآخر يحيد عن مجرى حديثه الأول، ويخاطب الشعوب العديدة كلا بلسانه، ويرميهم بأحسن ما يستفزهم من برهان كي يثابروا على تخليص فلسطين.»
فقال الملك رتشارد: «وحق هذا النور إنه لناسك نبيل! ماذا عسى أن يصدر من دم «جدفري» غير ذلك؟ هل هو من السلامة يائس لأنه عاش بالحب في سالف أيامه؟ لأطلبن إلى البابا أن يبعث إليه بالمغفرة الكاملة، ولن أكون أنا نفسي أقل رغبة من أن أتوسط له، حتى وإن كانت معشوقته الحسناء من الراهبات.»
وإذ هو يتحدث كذلك إذا بأسقف صور يلتمس المثول لديه، كي يرجوه أن يحضر - إن سمحت له صحته - جلسة سرية سوف يعقدها زعماء الصليبيين، وكي يشرح له الحوادث الحربية والسياسية التي وقعت إبان مرضه.
الفصل التاسع عشر
إذن فلنغمد سيوفنا ولما تزل ظافرة،
ولنرجع إلى الوراء بخطانا بعد أن سرنا بها قدما،
ووطأنا بها طريق المجد صعدا،
فوق رقاب الخصوم.
ولننزع من فوق أكتافنا زرد الحديد،
وقد أقسمنا أغلظ الأيمان في بيت الله لنحملنه،
Bilinmeyen sayfa