فأجابوه إلى المسير وخرجوا إلى حربه ويعرب بمكة ومعه وجوه بني قحطان وحملة أمورهم فلما برزت عاد أنشأ يقول عاد بن رقيم:
يا قوم أجيبوا صوت ذا المنادي ... سيروا إليهم غير ما أرواد
إني أنا عاد الطويل النادي ... وسام جدي غير جد هادي
سيروا إلى أرض بذي اطواد ... بنهد أرض في ثرى الثماد
اذ يعرب سار على الجياد ... يظهر قفر أو ببطن وادي
قد شد من قبل على الآساد ... حتى سبا وعاث في البلاد
قوموا ليشهد خافق الفؤاد ... ويلق منا صولة الأعادي
يرمي إلينا مرسن القياد
وبلغ بنو قحطان خروج عاد بقومه فعادوا إليهم فخرجوا والتقوا ببارق فاقتتلوا
قتالًا شديدًا ونال بعضهم من بعض فكان بينهم قتل عظيم وبلغ ذلك يعرب بمكة فأمره هود بالانصراف إلى اليمن، فلما جاءهم يعرب تهيأ للزحف إلى عاد وإن الله أمر هود بالمسير إلى اليمن لينذر عادًا ويدعوهم إلى طاعة الله تعالى. فسار هود حتى نزل بجوار الأحقاف بموضع يقال له الهنيبق وأمر يعرب فكف عما كان عليه من حرب عاد ودعا عادًا إلى الله تعالى ووعدهم الجنة إن هم أطاعوا الله وخوفهم بالنار إن هم لجوا وتمادوا على ما هم عليه من الكفر فقالوا له: صف لنا هذه الجنة التي وعدتنا؟ فقال
1 / 45