آتيًا أتاه فقال له: يا هود إذا ضربت رائحة المسك إليك أو إلى أحد من ولدك من ناحية من نواحي الأرض فليتبع من وجد رائحة
المسلك ذلك النسيم حتى إذا كف عنه فذلك مستقره وللناس سعى ولله فيه علم وقضاء سبق ذلك فجاء مكنون علم الله. فقص الرؤيا هود ﷺ على ولده وقومه. ثم آتاه آت في الليلة الثانية فقال له: يا هوج من وجد رائحة المسك اتبعه فإنه يفضي به إلى خير بلد الله وفيه بيته العتيق وحرمه وهو البيت الذي بناه آدم والملائكة ورفعه الله من الطوفان. وقال بعض الرواة: بل هدمه ثوم نوح. فأقام هود ببابل على الرجاء فلا يجد شيئًا وهو يدعو الناس المتقربين من ولد سام بن نوح عاد أو ثمود وطسمًا وجديسًا وراتشًا وعملاقًا وبني ارفخشد بن سام وعاد وإخوانهم بنو أرم بن سام ببابل.
قال وهب: وإن يعرب بن قحطان بن هود النبي ﵇ وجد رائحة المسك فقال له هود: دانت ميمون النقيبة يا يعرب أنت أيمن ولدي مر فإذا سكن عنك ما تجد فانزل على اليمن ولا تمر فإنها لك خير وطن وجاور بيت الله يا خير جوار. فصار يعرب بمن تبعه من بني قحطان وبني عابر ومن خف معه من بني ارفخشد فساروا في جمع عظيم ووجوه أهل بابل وكان يعرف وسيمًا كريمًا أفضل غلام ببابل وقال في ذلك:
أنا ابن قحطان الهمام الأقيل ... لست لكاك ولا مؤمل
يا قوم سيروا في الرحيل الأول ... قحطاننا الأوفر غير الأرذل
1 / 39