والنهار لا يفترون ثم خلق النار بعد الجنة بألف عام فزفت النار وتغيظت فتطاير منها الشرر فخلق الله من ذلك الشرر إبليس والجان وأسكنهم الجنة يسبحون الله تعالى كما يرون الملائكة يفعلون ويعيد الله إبليس مع الملائكة.
قال وهب: وخلق الله الأزمنة أربعة، شتاء وصيفًا وربيعًا وخريفًا.
قال وهب: فبسط الله الأرض بقدرته وأمسكها كيف شاء بحكمته وخضعت لعظمته ورفع السموات كيف شاء بحكمته وأدار الأفلاك بإتقان حكمه وحسن تدبيره فدار الفلك بهذه الأزمنة الأربعة فأول ما خلق الله من الأزمنة الشتاء باردًا طبًا وخلق الربيع حارًا رطبًا فكان متصلًا بالشتاء بالرطوبة مخالفًا له بالحرارة وخلق الله الصيف حارًا يابسًا فكان ملائمًا متصلا بالربيع بالحرارة مخالفًا له باليبوسة وخلق الخريف باردًا يابسًا فكان ملائمًا متصلًا بالصيف باليبوسة مخالفًا له بالبرد ولذلك زعمت الفلاسفة أن الله خلق الإنسان على خلق الأربعة الأزمنة على أربع طبائع كطبائع الأزمنة فأول طبائع الإنسان البلغم وهي مبنية الجسد وقوامه وأسكنه الأعضاء والمفاصل وعنصره الرأس وكان البلغم مضاهيًا للشتاء لبرده ورطوبته ثم خلق الدم حارًا رطبًا متصلًا بالبلغم ملائمًا له بالرطوبة
1 / 11