قال وهب بن منبه: ولما خلق الله الجنة جعلها خير معد لأوليائه وخلق الألسن فاختار لجنته من جميعها العربية وخلق بني آدم فاختار للعربية العرب.
قال وهب: ولما أراد الله إتمام أمره وإظهار العربية أنزل كتابًا مقطعًا وهو: ﴿شهد الله بالحق بسم الله الرحمن الرحيم شهد الله إنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم﴾. حكم الحي القيوم إنه إذا اعتكر الزمان وكثر النسيان وحكم في ذرية آدم الشيطان وغلب هذا اللسان فعبدت الأوثان وقتل الولدان بعث الله محمدًا بالعدل والبيان يصدع بالقرآن وينصر الإيمان زمان ظهور السودان نبي لا نبي بعده ولم يخلف الله وعده.
قال وهب قال جبريل يا نوح خذ هذه الصحيفة فإنها كنز لذريتك فاحبسها عنهم فانه من صارت له من ولدك القسلة تعلم إنه خير ولدك وذريته خير ذريتك محمد ﵌. فلم يزل ﵎ ينقله من الأصلاب الطاهرة والمحتد الطيب حتى بعثه الله ﵌، فكانت الصحيفة عند نوح لا يعلم ما فيها حتى نعيت إليه نفسه فقال له جبريل: ساهم بين بنيك بني سام وحام ويافث فقال لهم نوح: اقترعوا على هذه الصحيفة فأيكم صارت له فهو خير ولدي وذريته خير ذريتي، فاقترعوا عليها فارت لسام فأخذها سام فصارت إليه وكانت في يدي سام ولا
1 / 34