السماء بماء منهمر
والتقى الماءان ماء الأرض وماء السماء. قال الله: ﴿فالتقى الماء على أمر قد قدر﴾ ولو نزل الله ماء السماء على الأرض لأغرقها ولكنهما التقيا في الهواء ودار الماء على البيت وعلى المسجد فلم يعد وبقي ما فوقه هواء وأنه لما آن وقت الحج قذفت الرياح السفينة إلى البلد الحرام فطاف نوح بالبيت أسبوعًا ثم قال نوح لبنيه: إنكم في حج فاعتزلوا النساء فجعل نوح النساء بمعزل وجعل دون النساء رمادًا وإن حام جاز إلى امرأته ليلًا فوطئها فلما أصبح نوح رأى الأثر في الرماد قال: من جاز إلى النساء؟ قالوا: لا نعلم من جاز. وكتمه حام. فقال نوح (اللهم سود وجهه ووجه ذرية من عصى ووطئ أهله) فولدت امرأة حام غلامًا أسود فسماه كوشا فعلم أن الدعوة أدركته.
قال وهب: أقام الماء على الأرض أربعين عامًا وقال بعض الرواة أربعين يومًا ثم أمر الله السماء فأقلعت ماءها وأمر الأرض فغاصت ماءها ونزلت السفينة بنوح على الجودي فقال: ﴿بعدًا للقوم الظالمين﴾.
قال وهب: وعاش نوح بعد الطوفان خمسمائة عام وإن السبعين رجلًا الذين كانوا معه في السفينة ماتوا بلا عقب وإنما أعقب بنو نوح الثلاثة سام وحام ويافث، فولد سام ارفخشد وارم وبنين كثيرًا درجوا ودرج أبناءهم، فولد أرم: عوص فولد عوص عاد الأكبر، وولد عابر بن
1 / 32