ويقول عن نفسه إنه إنسان لطيف وغير لطيف، ولكن من الصعب العثور على شخص لا يجمع بين الصفتين. (9)
وإن لديه (في بيته) الماء البارد في الخزان، والخضروات الطازجة الناعمة في البستان، ولديه طباخ بارع في إعداد الطعام، وإن بيته «أشبه» بالنزل؛ إذ يزدحم دائما ب «الضيوف»، وإن أصحابه أشبه بوعاء بغير قاع، فرغم أنه ودود ومجامل إلا أنه لا يستطيع أن يشبعهم. (10)
وعندما يقيم مأدبة لضيوفه، فإنه يجذب انتباههم للمتطفل «الذي يتملقه ويشرح لهم فضائله»، كما يحثهم على الشراب ويقول إن كل شيء قد أعد «لإمتاع الضيوف. وإذا شاءوا ذهب العبد على الفور لإحضار الفتاة من المبغى لكي تعزف لنا جميعا على الناي وتهيئ لنا الفرح والسرور.»
الفصل الحادي والعشرون
الطموح (أو المغرور)
(1) «من المألوف» أن يبدو الطموح «في صورة» تطلع «غير كريم» إلى الشرف، وغير لائق بالإنسان الحر. أما صاحب الطموح «الدنيء» فهو ذلك الشخص: (2)
الذي يحرص أشد الحرص، إذا دعي إلى مأدبة طعام، أن يجلس أثناء الأكل بجوار المضيف (نفسه). (3)
ويأخذ ابنه معه إلى دلفي لكي يحلق شعره. (4)
مع الحرص على أن يكون في صحبته أحد العبيد السود. (5)
وإذا تعين عليه أن يدفع ما قيمته «مينة» فضية واحدة، فإنه يأمر (عبده) بأن تكون من النقود الجديدة. (6)
Bilinmeyen sayfa