الفصل الرابع والعشرون
دامت الصلة بين يسري ودولت، ولكنه أنبأها في آخر لقاء بينهما أنه سينقطع عنها بعض الوقت لأن امتحان البكالوريوس أصبح على الأبواب.
وانقطع يسري للمذاكرة فعلا، وكانت مذاكرته في بيت صديق له هو عبد الوهاب النجدي، وكان يشاركهما في المذاكرة صبحي الملواني ويحيى المهدي. وكانوا جميعهم جادين في مذاكرتهم، وألحت عليهم الدروس وألحوا عليها وأصابهم هذا الدوار الذي يعرفه أبناء المدارس. حتى كانت ليلة انتبه يحيى إلى رفاقه الثلاثة، كان يشرح لهم، فوجدهم لا يعون من قوله شيئا، فأقفل الكتاب ونظر إليهم قائلا: أولاد.
فطالعته منهم همهمة تشبه الإجابة، فقال: أنتم لا تفهمون شيئا مما أقول.
فقال يسري : اشرح أنت ولا شأن لك. - لا شأن لي؟ كيف؟ أهو تعب قلب والسلام؟!
فقال صبحي: لا يا يسري! يحيى محق، مخنا مقفل.
وقال عبد الوهاب: ما رأيكم؟ نترك المذاكرة الليلة.
فقال يسري: وماذا نفعل؟
وقال يحيى: نذهب إلى السينما.
وسارع صبحي قائلا: أي سينما، هل جننت؟
Bilinmeyen sayfa