[خبر العمامة]
وأما خبر العمامة فروى الفقيه حميد الشهيد رحمه الله بإسناده عن عبد الله بن أنيس قال:
(198) برز يوم الصوح أسد بن غويلم فاتك العرب يجيل فرسه ويدير رمحه، وهو يقول:
وجرد سعال وزغف مذال .... وسمر عوال بأيدي رجال
كآساد ديس وأشبال خيس .... غداة الخميس ببيض صقال
نجيد الضراب وجز الرقاب .... أمام العقاب، غداة النزال
نكيد الكذوب وتجري الهبوب .... ونروي الكعوب دما غير آل
ثم سأل البراز فأحجم الناس فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((من قام إلى هذا المشرك فقتله فله على الله الجنة، وله الإمامة بعدي)) فأحجم الناس فقال علي عليه السلام: تهزه العرداء فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
((مالك يا ذا القبقب. قال: ظمآن إلى البراز، سغب إلى القتال، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: نحن بني هاشم حود سجد لا نجبن ولا نغدر، أنا وعلي من شجرة واحدة لا تختلف ورقها أخرج إليه ولك الإمامة بعدي)) فخرج وضربه في مفرق رأسه والناس ينظرون إليه، فبلغ سيفه إلى السرج وخر نصفين وانهزم المشركون، دأب علي عليه السلام يمير سيفه ويقول شعرا:
ضربته بالسيف وسط الهامة .... بشفرة صارمة هدامة
فبتكت من جسمه عظامه .... وبنيت من أنفه إرغامه
أنا علي صاحب الصمصامة .... وصاحب الحوض لدى القيامة
أخو نبي الله ذو العلامة .... قد قال إذ عممني العمامة
أنت أخي ومعدن الكرامة .... ومن له من بعدي الإمامة
قال: رواه (الحاكم) عن عبد الله بن أنيس قال: ورواه الحاكم أيضا عن أبي رافع.
Sayfa 85