The Seerah - Lessons and Insights
السيرة النبوية - دروس وعبر
Yayıncı
المكتب الإسلامي
Baskı Numarası
الثالثة
Yayın Yılı
١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م
Türler
منهم بعد ذلك فضل كبير في تثبيت دعائم الاسلام خارج الجزيرة، وإرادة مملكته الواسعة، وقيادة جيوشه المتدفقة.
ولا يضر هؤلاء المجاهدين أنهم كانوا في أول إسلامهم ممن ألفت قلوبهم على الاسلام، أو تأخر دخولهم فيه عن فتح مكة، فكثيرًا ما يلحق المتأخر بالسابق، ويدرك الضعيف فضل القوي، ويخلص العمل من لم يبدأه مخلصًا، وقد قال الحسن ﵀: طلبنا هذا العلم لغير الله، فأبى إلا أن يكون لله. وقال غيره: طلبنا هذا العلم ولم تكن لنا فيه نية، ثم حضرتنا النية بعد. وحسب المتأخرين أن الله وعدهم بالحسنى، كما قال تعالى:؟لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد، وقاتلوا، وكلًاّ وعد الله الحسنى، والله بما تعملون خبير؟ [الحديد: ١٠].
ثالثًا: ... وفي جمع رسول الله ﷺ للأنصار واسترضائهم على حرمانهم من المغانم، دليل على حسن سياسته ﷺ، ودماثة خلقه، فهو حين بلغه ما قاله بعضهم بشأن الغنائم، اهتم باسترضائهم وجمعهم لذلك، وقال لهم ذلك القول الحكيم، مع أنه يعلم أنهم يحبونه ويتبعونه، وقد بذلوا في سبيل الله دماءهم وأموالهم، فليس يخشى عليهم ما ينقص من إيمانهم، أو يوقعهم في غضب الله ورسوله، ولكنه أحب أن يزيل ما علق في أذهان بعضهم حول هذا الموضوع، وتلك سنة حميدة يجب أن يتبعها القادة والزعماء مع أنصارهم ومحبيهم، فان الأعداء متربصون لاستغلال كل
1 / 150